صفاقتنا ِِ وعلمهم
لا اعتقد ان هناك الكثير من الشعوب التي تتصرف بعنجهية وغطرسة فارغة كما نفعل نحن، ولا اعتقد اننا توقفنا يوما عن التغني بعظمتنا وتصدرنا أمم الارض، واعتقد ان الكثيرين ممن فتحت الصحف والاذاعات والتلفزيونات في وجوههم ونشر آرائهم والتافه من اقوالهم هم من غلاة المؤمنين بأننا 'خير أمم الارض'، في الوقت الذي نعيب فيه على الاخرين ادعاءهم ما ندعيه!!
اننا لو جمعنا الدول الاسلامية كافة والكيانات العربية عامة وقمنا بمراجعة ما تساهم به في النشاط البشري من سينما ومسرح وكتاب وفكر واختراع وصناعة وتجارة ونقل وموانىء وعلوم بحار وطب وفلك وغذاء وهندسة وراثية وعلاج وداوء لخرجنا بصفر كبير ربما لا يتعدى ارقام انتاج بضعة براميل من البترول الخام سنويا، والذي لم يكن لنا دور في اكتشافه، ولم نعلم يوما كيفية استخراجه، ولا نملك الفضل في وجوده، ولا نعرف كيف نكرره، ودورنا ينحصر في انفاق عائداته في تشغيل ما نقوم بشرائه من آلات ومركبات ميكانيكية من الغير!!
كان من الممكن السكوت على هذا الوضع الذي ارتضيناه لانفسنا، مرغمين!! فتخلفنا على اية حال يقل كثيرا عن تخلف العديد من الدول الافريقية، ان كان في ذلك اي عزاء لنا(!!) كما ان بامكاننا دائما ان 'نجتر' ذكريات ما كنا فيه يوما ما من مجد وسؤدد، يوم لم نكن نرضى بأقل من الصدر دون العالمينِِ او القبر.
ولكن عندما يقوم كاتب، اشتهر ب'المعالجة' بالسحر، بالكتابة في زاويته في 'القبس'، في معرض دفاعه عن استعانة المحاربين الشيشان بالكفار والمشركين، والقول اننا نحن ايضا قمنا بالاستعانة ب 'الكفار' على تحرير بلادنا نظير المال (!!) فهنا تبلغ الصفاقة قمتها وتتبين حقيقة نظرتنا 'الدونية' للاخرين مهما زادوا عنا علما، وتفوقوا علينا خلقا وادبا وتميزوا عنا بفائدتهم للبشرية وفضلهم على الملايين بما توفر تحت ايديهم من اختراعات وعلوم في الصناعة والاكتشاف والعلاج والدواء!!
ويا عقليات ضحكت من تفاهتها الامم!!
احمد الصراف