علاء والروسي المدمن

دأب ذلك المواطن الروسي، كلما دخل المقهى القريب من منزله، على طلب ثلاثة أقداح من الشراب مرة واحدة، وقضاء وقته في تناولها دون أن يحاول الاختلاط والتحدث مع بقية رواد المقهى.
وفي يوم ما، وبعد ان تكرر منه طلب ثلاثة أقداح مرة واحدة، تقدم منه النادل الجديد وسأله عن سبب اصراره على طلب الاقداح الثلاثة بتلك الصورة في حين أن بامكانه طلبها واحدا بعد الآخر و'على راحته' فقال له الضيف والأسى باد على وجهه انه اعتاد على مشاركة اثنين من أخوته تناول شرابهما المفضل في هذا المقهى عصر كل يومِ وحيث انه تم استدعاؤهما للمشاركة في الحرب قبل فترة فقد قرر الاستمرار في الحضور الى مقهاهما المفضل نفسه وطلب شرابهما المفضل وتناوله بصحتهماِ وانه سيحافظ على هذه العادة لحين عودتهما سالمين أو انقضاء الأمر بموت أحدهما أو كليهما(!!).
دخل الرجل في يوم المقهى، وإمارات الحزن بادية على وجهه، وطلب قدحين فقط من الشراب الأمر الذي اثار فضول النادل الجديد الذي سأله عن سبب اقتصار طلبه على قدحين فقط وعما اذا كان أحد اخويه قد اصيب بسوء!! فقال الرجل بأسى واضح وهو يهز رأسه نافيا بأن اخويه بخير ولكن القدح الثالث الذي لم يطلبه هو قدحه حيث ان الطبيب منعه من تناول الشراب لأنه ضار بصحته(!!!).
* * *
لا أدري لماذا تذكرت هذه القصة أو الطرفة أو المأساة وأنا أقرأ التصريحات المتناقضة التالية:
تصريح أحد كبار المسؤولين بأن علاء حسين قد قام في السنوات السابقة ولمرات عديدة بالاتصال بسفارات الكويت في الخارج ومحاولة العودة للكويت، ولكن الحكومة فضلت عدم السماح له بالعودة بالرغم من توسلاته وتدخل العديد من الجهات في الأمر!!.
وتصريحات بقية مسؤولي الدولة، الأقل مركزا، في معرض تبريرهم لعودة علاء حسين الى الكويت، خاصة أنه لا يحمل جواز سفر كويتيا صالحا ولا يمتلك اذنا بدخول البلاد على جواز سفره النرويجي، بأنه لم يكن هناك ما يمكن عمله بخصوص منعه من دخول البلاد، حيث أنه 'مواطن كويتي' يحمل جنسية الدولة ولا يمكن بالتالي منعه 'قانونيا' و'دستوريا' و'أدبيا' و'انسانيا' من العودة لوطنه ومواجهة ما صدر بحقه من أحكام(!!).
فأي التصريحين نصدق؟ وأيهما أكثر منطقية؟
وما علاقة هذا الأمر بقصتنا مع ذلك الروسي المدمن؟.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top