دولة طالبان

يجب ان اعترف بأنني كنت على خطأ!.
فقد كنت متفائلا بأن يوما ما ستزول الغمامة الداكنة وسيصحو الجو وستشرق الشمس وستكون هناك دولة وقانون ورأي وحرية وابداع.
وكان لي الحق في ان اعتقد بان امل التغيير قريبِ ولكن، وبالرغم من انني لا ازال اعتقد بان التغيير قادم لا محالةِ الا انني اصبحت اشك في ان هذا اليوم سيأتي ولا يزال في الوطن خير وفي الناس محبة وبينهم حب ويجمعهم تآلف وود، او في احسن الاحوال سأكون لا ازال حيا ارزق.
على 'اتساع' صفحتين كاملتين ومقدمة في الصفحة الاولى صال النائب وليد الطبطبائي وجال وحطم ما اراد من رؤوس وكسر ما شاء من مواقع وقال ما يود قوله وسخر وهاجم واستهزأ وفضح ونشر عرض من احب ومن كره وخرج من المقابلة مرفوع الرأس وابتسامة ترتسم على وجهه لعلمه بغياب من يستطيع ان يقول له ولجماعته التي تريد ان تحطم كل جميل في هذا الوطن: كفىِِ فقد سئمنا هذه الآراء التي تقف ضد كل ما هو طيب وجميل في هذا الوطن.
هاجم النائب الطبطبائي الخيم الرمضانية وتمنى على الحكومة ضبط الامور فيها فاستجابت له الحكومة ممثلة بالمجلس البلدي وقررت الغاء الخيم الرمضانية وغيرها الى الابد.
طالب ان لا يقل التشدد في منع الكتب في معرض كتاب هذا العام عما جرى في العام الماضي فمنعت الحكومة ممثلة بوزير اعلامها، وكرماله، ضعف ذلك العدد، طالب ان يكون اعضاء لجان الرقابة اكثر تشددا فقامت الحكومة وايضا ممثلة بوزير الاعلام، بتعيين المحسوبين عليه وعلى بقية الاحزاب الدينية الاخرى اعضاء في الهيئات الاستشارية المحيطة بالوزير.
شكا من بعض ما عرض في مهرجان القرين من اعمال فنية راقية فلم تكتف الحكومة بالتعهد بان تكون اكثر حرصا مستقبلا بل افقدت البعض وظائفهم الاشرافية وحولت البعض الآخر للتحقيق.
طالب الحكومة بان تقف على الحياد في المعركة غير المتكافئة الدائرة بين مؤيدي الفكر الليبرالي ومناصري الفكر الديني المنغلق فقامت الحكومة ممثلة 'بنفسها ونفيسها' بالمزايدة عليه والوقوف قلبا وقالبا مع الفكر الظلامي ضد كل صاحب فكر ورأي مستنير! والشواهد امامنا كثيرة.
وعليه فاننا نضع ايدينا على قلوبنا مما هو آت:
فقد هاجم 'سيادته' السياسية الاعلامية وقال انها لا تخدم توجه البلد، وان الفضائيات متهافتة، وان 'كونا' مهلهلة وضعيفةِ وهاجم البرامج الحوارية التي يقوم بتقديمها 'علمانيون' وليبراليونِ وهاجم وكيل وزارة الاعلام لانه رئيس قسم سابقِ وهاجم قناة الاف ام لان بها سخافات وامور خادشة للحياءِ وهاجم وزير التربية بسبب ما ذكره الاخير من صعوبة تطبيق منع الاختلاط، وطلب منه ان لا يفرض فكره على المجتمع (ولا ادري لماذا سكت النائب عندما فرض من سبقوه افكارهم 'او خلو افكارهم' على المجتمع؟) كما هاجم قانون الملكية الفكرية لاحتوائه على محاذير 'شرعية'ِ وعرج على الحكومة وهددها فيما يختص بقانون المرأة وقال 'ان عليها ان تعرف مع من تتعامل'! وقال ان تقديم مشروع قانون آخر يتعلق بحقوق المرأة السياسية سيكون حماقة سياسية'! وهاجم اللجنة المنظمة لمهرجان 'هلا فبراير'.
نقول اننا نضع ايدينا على قلوبنا خوفا من ان تقوم الحكومة بالمزايدة عليه وعلى طلباته، كما فعلت في السابق، وبذلك يزداد الظلام ظلاما والبؤس بؤسا! ويحق لنا وقتها ان نتساءل ان كنا نعيش في دولة الطالبان ام ماذا؟.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top