مستوى 'الادرينالين' في العقل
استمعت بكل سذاجة لنصيحة صديق وزميل وقررت تصفح احدى الصحف المحلية التي تصدر بالانكليزية، لا لشيء إلا لمعرفة ما يدور في عقول بعض قرائها من مختلف الجنسيات، وما يقومون بارساله من مقالات وشكاوى وقضايا للجريدةِ وكم كنت مخطئا عندما فعلت ذلك، فقد غرقت 'لشوشتي' في العديد من القضايا ومشاكل هؤلاء المقيمين مع الاجهزة الحكومية وبيروقراطيتها والطريقة التي تتبع في اذلالهم، وزملائهم الكويتيين اضافة الى ما يلاقونه من ازعاج واحتقار احيانا لا يتناسب مع مكانة واحترام غالبية هؤلاء الوافدين.
تأثرت كثيرا مما لاقته سيدة مقيمة من سوء معاملة في مكاتب وزارة الكهرباء في السالمية وذلك عندما ذهبت في صباح احد الايام لدفع ما ترتب عليها من مستحقات استهلاك الكهرباءِ تقول السيدة أو الآنسة بأنها قررت التعامل بمنتهى الجدية مع صيغة الانذار الذي ألصق على باب بيتها، والذي أخبرت فيه بان التيار سيقطع عن البيت خلال فترة ثلاثة أيام ان لم تبادر بدفع ما تراكم عليها من استهلاك كهرباء وماء في السنوات الخمس الماضية!!
نظرا لضخامة المبلغ، مقارنة بدخلها الشهري تقدمت بطلب تقسيط المبلغ عليها ولكن طلبها رفض من اكثر من موظف، ومن مدير المكتب بالذات والذي عاملها بقسوة وبفظاظة لا تستحقهما، حسب قولها، فالخطأ ليس خطأها في المقال فقد سبق وان راجعت المكتب نفسه اكثر من مرة في السابق، للسؤال عما هو مطلوب منها فعله بخصوص ثمن استهلاك الكهرباء وكانوا دائما يطالبونها بالانتظار.
بعد انتظار دام اكثر من ساعتين تخللته خمس زيارات لمدير المكتب وعشرات المكاتب الأخرى ذرفت خلالها الكثير من الدموع غيظا وتوسلا واحتجاجا على سوء المعاملة من جهة، وعلى ما لاقته من تفرقة واضحة في المعاملة من جهة أخرى، حيث سمح لجارها الكويتي بتقسيط ما تراكم عليه من مبالغ في الوقت الذي رفض طلبها بصورة مهينةِ تنهي السيدة رسالتها للصحيفة بفقرة 'طريفة' تبين بوضوح انها اما اميركية او انكليزية حيث تقول فيها: 'لماذا هذه التفرقة في المعاملة؟ لقد خلقنا جميعا متساوين فلماذا لا نعامل بطريقة متساوية ؟ إن الامر سيكون مريحا جدا وعادلا للجميع لو روعي موضوع المساواة في المعاملة في كافة القواعد والتعليمات الادارية التي توضع من قبل الادارات والوزارات المعنية'!!
وقد قمت بالاتصال بالصحيفة التي نشرت تلك الرسالة، بعد ان انتحلت صفة مدير علاقات الاجانب بوزارة الكهرباء والماء وطلبت منهم عنوان مرسلة تلك الرسالة وذلك لكي اقوم بالاتصال بها لأخبرها بأن تراكم فواتير الكهرباء عليها لفترة خمس سنوات يعني ببساطة انها عاشت بين 'ظهرانينا' كل تلك الفترةِ وان لم تكن حتى الان قد عرفت حقيقة طينة موظفي الحكومة ووزارة الكهرباء والماء والمواصلات بالذات فكنت سأطلب منها وقتها وعند قيامها بأول زيارة قادمة لوطنها مراجعة طبيب نفسي ليقوم بفحص مستوى 'الادرينالين' في 'عقلها'!!
موظف الجريدة كان أكثر خبثا وذكاء مما كنت أتوقع، فقد طلب مني رقم هاتفي لكي يعطيه للسيدة لتقوم هي بالاتصال بي، فقلت له بأنني سأعاود الاتصال به واعطيه الرقم، ولايزال ينتظر مني رقم الهاتف!!
احمد الصراف