نظافة يد مدير عام الجمارك

تجاوز ابن الاميرة 'مارغريت بنت وندسور'، شقيقة ملكة بريطانيا، السرعة اثناء قيادته سيارته الرياضية فأحالت الشرطة القضية للمحكمة المختصة التي حكمت عليه بغرامة مالية كبيرة وجردته، اضافة لذلك، من حق قيادة أية مركبة لفترة ثلاثة أشهر كاملة.
يبدو أن القاضي توقع أن يتعرض حكمه القاسي وغير المسبوق للانتقاد الشديد من قبل وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية، فقال في معرض تبريره للحكم بأن على من هم في موقع المسؤولية ان يكونوا دائما قدوة حسنة لبقية افراد الشعبِ فإن العامة تنظر اليهم وتستهدي بهم سواء من ناحية السلوك او التصرف او اللباس، وبناء على ذلك يتطلب الامر، من وجهة نظره، تغليظ العقوبة لمنع اي فرد في موقع المسؤولية من ان يكون مثالا سيئا للآخرين!.
أكتب ذلك بمناسبة ما ذكرته 'الوطن' في صفحتها الاولى صباح الجمعة (12/11) عن نجاح رجال جمارك مطار الكويت في احباط محاولة ادخال كمية كبيرة من الممنوعات الى البلاد قام بها ثلاثة من 'زملائهم' من رجال الجمارك 'الكويتيين'!.
ويقول الخبر انه تم الافراج عنهم جميعا بعد ان تم اخذ تعهدات، ربما شفوية منهم بعدم تكرار تلك الأفعال! واكتفت السلطات الامنية بذلك دون ان تقوم بتسجيل قضية جنائية ضدهم!.
والحقيقة ان الامر مؤلم جدا، حيث ان قضية تقدير امر توقيع الاقرار وعدم تسجيل قضية جنائية او غيرها يجب ان يقتصر، ان لم يكن من الامر بد، على المواطنين او المقيمين وخاصة اذا تبين حسن النية في الأمرِ اما رجال الجمارك ومن في حكمهم، فصميم عملهم وواجباتهم والتعليمات الصادرة لهم لا تترك لهم مجالا للتذرع بالجهل او قلة الحيلة او 'البراءة'ِ وغير معقول ان تتسامح الجهة المسؤولة بحجة ان مقترف الجريمة او مرتكب الجناية هو واحد من افرادها او من 'الربع'!! حيث ان هذا يعني ان هؤلاء الذين تم القبض عليهم ولم يدانوا سوف لن ينسوا ذلك 'المعروف' مستقبلا لمن سامحهم وسيردون له المعروف اضعافا مضاعفة!.
ولك ان تتخيل الامر لو قامت كل جهة باعفاء كل من انتمى إليها من توقيع العقوبة لمجرد انه منها وفيهاِِ فستتوقف الداخلية عن سجن المحكوم عليهم ان كانوا من افرادها، وستغض وزارة المواصلات النظر عن فواتير موظفيها غير المدفوعة، وستسامح وزارة الكهرباء العاملين فيها من 'مهمة' دفع ما تراكم عليهم من مستحقات للدولةِِ وهكذا، وعليه، نطالب مدير عام الجمارك، المعروف بنظافة اليد، بالتدخل واعادة النظر في هذا الوضع المؤسف والذي لم نكن نتمنى حدوثه! مع تمنياتنا لانفسنا بأن لا ترمينا الاقدار وحظوظنا بأيدي احدهم، ونحن عائدون من رحلة جوية الى الخارج فينتقم مما كتبناه هنا بحقهم ويزعجنا باجراءات التفتيش السخيفة!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top