كراهية أم خوف أم كلاهما؟
طرحنا في مقال الأمس مجموعة من التساؤلات، وننتظر اليوم، أو ربما نتمنى في الغد القريب، أن نسمع رأي أحد ما فيها.
ولكن دعونا نكمل ما بدأناه بالأمس وننظر للمشكلة من جانب آخر ونتكلم بصراحة أكثر ونحاول أن نبحث بطريقة أكثر عمقا عن السبب الذي يجعل كل تلك الجحافل من القوى المالية والسياسية والحزبية تقف منا ومن غيرنا، من المنادين بضرورة احترام مواد الدستور التي تكفل حرية الرأي، مثل ذلك الموقف المعادي!!!.
حيث لا أعتقد، برأيي المتواضع، أن الأمر يتعلق باختلافات مذهبية، كما يحاول بعض السذج تصوير الأمر.
ولا أعتقد، وأيضا برأيي المتواضع، ان الأمر يتعلق بمنافسة تجارية، أو على المساحة المتواضعة المتاحة لنا لنشر آرائنا.
ولا يتعلق الأمر بطبيعة الحال بمنافسة تجارية أو بصفقات سلاح أو مناقصات حكومية، بعد أن بينا البون الشاسع بيننا وبينهم.
وليس للأمر صلة بحرب تصفيات على مناطق نفوذ، كما تفعل عصابات المافيا في حروبها الداخلية، أو مثل ما تفعله القوى المتحاربة في أفغانستان في سعي كل طرف منها للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من مناطق زراعة الحشيش المربحة.
كما يبدو الأمر بعيدا جدا عن حرب مناشير وملفات وأرشيف مضاد، فهم أعلم من غيرهم بترفعنا التام عن اتباع مثل هذه الصغائر التي يحار المرء في تفسير شدة غرامهم بهاِ كما ان الأمر بعيد عن السياسة وما يتبع ذلك من نفوذ وسطوة، فقد تكرر نفينا، وفي أكثر من مناسبة، وجود أية طموحات أو تطلعات انتخابية أو سياسية أو وظيفية لدينا، وبأي شكل أو صورة كانت، هذا بالرغم من امتلاكنا لكل ما تتطلبه هذه الأمور من خبرات ومؤهلات وكفاءة ونظافة يد وسمعة وضمير حي.
وحيث أننا نؤمن بما يؤمنون ونعتقد بما يعتقدون فليس لهم بالتالي الحق في كراهيتنا و'شتمنا'، من هذا المنطلق، كما فعل البعض منهم معنا في أكثر من مقال وخطبة مؤخرا.
وعليه يتبقى القول ان مصدر الخوف أو الرهبة التي تبلغ أحيانا درجة الكراهية الشديدة، كامن فيما نقوم به من عملية توعية وكشف لألاعيب البعض منهم ممن نصبوا أنفسهم أوصياء علينا وعلى غيرنا بغير وجه حق أو مسوغ قانوني أو شرعيِ وإلى ما نقوم به من فضح للطرق التي يلجأ لها البعض منهم في جمع أموال التبرعات التي لا يعلم إلا الله أين تنفق وفي أي وجه تصرف من دون حسيب أو رقيبِ وإلى ما نقوم به من محاولات فضح الفاسد والسيئ من تصرفات البعض منهم ممن اعتبروا أنفسهم فوق القانون، أو ربما القانون نفسه!!.
فهل نحتاج الى أسباب ودوافع أكثر من ذلك لكي نستمر في موقفنا هذا؟؟
وهل هم بحاجة لدوافع أكثر وأكبر لكي يقفوا منا ذلك الموقف المعادي والمخجل؟
أحمد الصراف