على ابواب 'طلحة

'طلحة' هو الصحابي الجليل الذي ابلى احسن البلاء في حروب الاسلام الاولى مما استحق عليه ان يبشر بالجنة مع تسعة آخرين من خيرة رجال الرسالة المحمدية العظيمةِ كان له دور واضح في اختيار الخلفاء الثلاثة الاول ودور غير مفهوم في انهاء عهد الخليفة الثالث منهمِ قرر ورفيقه الزبير بن العوام، الصحابي الآخر المبشر بالجنة ايضا، الوقوف في صف السيدة عائشة في موقعة الجمل وضد جيش الخليفة الرابعِ وقد انتهت حياته وحياة الصحابي الجليل الاخر في تلك المعركة دون ان يحقق اي منهما ما كان يصبو اليه من طموح سياسي.
قررت وزارة التربية و'التعليم'، في فترة ما قبل الغزو العراقي الحقير بسنوات، اطلاق اسم هذا الصحابي الجليل على مدرسة ثانوية للاولاد تقع على اطراف منطقة جليب الشيوخِ وتمتاز هذه المدرسة بانها تقع في وسط منطقة شبه نائية ولا تحيط بها من جهاتها الاربع ولمسافة كبيرة اية مبان او مساكن، وربما تكون هي المدرسة الوحيدة التي 'تتمتع' بمثل ذلك الموقع 'الاستراتيجي' العظيم (!!) وربما لهذا السبب ايضا اختارت وزارة الداخلية هذا المبنى ليتم تحويله من مدرسة للتربية والتعليم الى مؤسسة عقابية وسجن 'مؤقت' ولنوعية معينة من مساجين ما بعد التحرير مباشرة (!!).
اكتسب السجن، ولسنوات، سمعة سيئة، وقامت اكثر من جهة مهتمة بحقوق الانسان بزيارته، اما بسبب نوعية مساجينه الذين تعددت جنسياتهم او بسبب الظروف السيئة التي كانوا يعيشون فيها.
عند بوابة ذلك المبنى الشهير وسيئ السمعة التقيت قبل يومين بمجموعة من الاخوة الكتاب والمحامين المعنيين بحرية الفكر والكلمة في الكويت وذلك في محاولة لمقابلة اول سجين رأي في تاريخ الكويت الحديث (!!)
ولا ادري لماذا سرحت بتفكيري بعيدا متأملا مواقف الصحابي 'طلحة' ونحن بانتظار ورود موافقة 'رئيس' السجن للسماح لنا بمقابلة دِ احمد البغدادي.
لم يطل الامر كثيرا حيث حضر 'الرئيس' بنفسه، وكان متفهما لظروفنا والاسباب التي دعتنا لطلب المقابلة، وطلب منا مصاحبته الى مكتب 'مدير السجن' حيث رحب بنا هناك مرة اخرى، وما هي الا لحظات حتى دخل علينا الدكتور البغدادي تسبقه ابتسامته الشهيرة، وبدا واضحا انه فقد جزءا من وزنه، الثقيل اصلا، بسبب اصراره على الاضراب عن تناول الطعام حتى يتم الافراج عنهِ.
وللموضوع بقية.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top