الوقت الضائع
تقول كتب التراث التي يهتم 'البعض' بجمعها والترزق من ورائها ان اختراع اول ساعة في التاريخ كان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيدِ ولم تذكر تلك الكتب نوعية تلك الساعة وكيف كانت تعمل، وربما كانت تعمل بالرمل، الحار طبعاِ ولكن الغريب ان الخليفة، او من اخترعها في عهده، والذي لم تخبرنا تلك الكتب عن اسمه وعنوانه لم تكن لديه غير واحدة منها فقط فرط بها واهداها الى ملك اوروبي يعرف قيمة الوقتِ ويبدو اننا ومنذ تاريخ ذلك الاهداء المشؤوم والى يومنا هذا، وربما لقرون مقبلة، قطعنا كل صلة لنا بشيء اسمه 'وقت' (!!) ِِ فكل شيء له اهمية واعتبار لدينا الا الوقت!! رغم انه اثمن شيء في الوجود على الاطلاق.
***
اخترعت الساعة التي نعرفها قبل 350 سنة بالتمام والكمال، وكانت من النوع الذي يعمل بالبندول او الرقاصِ بعد 230سنة دخل انتاج الساعات مرحلة جديدة وذلك بعد اختراع طريقة 'الكوارتز'، والساعات التي تعمل بها اكثر دقة من الاولى بكثيرِ ثم جاءت المرحلة الحالية والاخيرة وذلك عندما بدأت الدول الصناعية 'التي سخرت لخدمتنا والسهر على رفاهيتنا' بانتاج الساعة 'النووية'، ولا علاقة للامام النووي بالتسمية بالطبع، والتي تعمل بدقة متناهية بحيث ان فرق الوقت فيها لا يتجاوز ثانية واحدة كل 6 ملايين سنة (!!) واكاد اجزم ان احدا، فردا او مؤسسة حكومية، سوف لن يقوم بشراء مثل هذه الساعة لسبب بسيط واحد يتعلق بمدى اهمية اقتناء ساعة لا يتجاوز فرق الوقت فيها ثانية واحدة كل 6 ملايين سنة ؟؟ فما جدوى وأهمية الثانية او حتى بلايين الثواني في حياة شعوب لم يرف لها جفن 'ساحر' وهي ترى ضياع القرون من حياتها عبثا؟؟
أعتقد ان الحالة الوحيدة التي نهتم فيها بالوقت الضائع تتعلق بمباريات كرة القدم، وخاصة اذا كان فريقنا مهزوما ويريد تحقيق هدف 'كروي' في الوقت الضائع!!.
احمد الصراف