كيف يمكن تجديد الفكر الديني؟

'حين سقطت العقلانية من المجتمع الكويتي، وهيمنت قوى الظلام الديني، كان لا بد من التحرك لتحريض المجتمع على استعادة الرشد والوعي فكانت هذه المقالات التي لقينا في سبيل نشرها تكفيرا وارهابا فكريا وتهديدا بالقتل '.
(احمد البغدادي، من كتاب 'تجديد الفكر الديني)
***
بعد طول انتظار وبعض الجهد حصلت على نسخة من الكتاب القيم الذي قام الزميل دِأحمد البغدادي بطبعه ونشره مؤخرا في إحدى الدول العربية، والذي ضمنه مجموعة قيمة من مقالاته التي سبق ان لاقت الكثير من الاستحسان عندما نشرت تباعا في الصحف المحلية، والتي سبب له نشر البعض منها الكثير من الأذى وسوء المعاملة والتعسف اكاديميا وعمليا واجتماعيا.
سألت عن الكتاب في المكتبات المحلية فلم أجده وعلمت بعد فترة انه 'ممنوع' من دخول البلاد ولا تزال نسخة منه 'واقعة' تحت مجهر الرقيب يدقق في كل كلمة ونقطة وهمزة فيه خوفا من ان تثير أحد سطوره قوى التحزب الدينية، بعد أن أزعجتهم مواده اثناء نشره على شكل مقالات.
يقع كتاب 'تجديد الفكر الديني- دعوة لاستخدام العقل' في 400 صفحة، ويتضمن اكثر من 40 بحثا ورأيا مطولا ودسما في العديد من الموضوعات الحيوية التي تهم كافة قطاعات المجتمع والتي هدف كاتبها، في محاولة جادة منه، إلى رفع مستوى طريقة التفكير لدينا، دينيا واجتماعيا، وإزالة ما تحاول الاحزاب الدينية أن تلصق بأذهان الكثيرين من اوهام وخزعبلات.
وتراوحت مواضيع الكتاب بين بحث في الحضارة الأوروبية مرورا بآخر عن العلمانية، والتي يسميها ظاهرة كونية، إلى الاخلاقيات لدى ميكيافيلي، ودراسة في الوحدة الإسلامية، وآخر عن المثقف والسلطة والمجتمع، وخرافة دولة الخلافة إلى آخر ذلك من المواضيع القيمة.
الكتاب ممتع وكل سطر فيه يدعوك إلى التأمل والتفكيرِ كما يدعوك الكثير من فقراته لوضع مختلف أنواع الخطوط والملاحظات حولها!! ولا اعتقد ان هناك غنى عنه لكل من يريد ان يعرف طريقة تفكير المجموعة 'المسيطرة' على الحركة الاسلامية وخواء فكر العديد من قياداتهم الفكرية والسياسية.
لقد واجه الدكتور البغدادي، كما بينت في الفقرة المنقولة عن مقدمة الكتاب، ولا يزال يواجهه العديد من المشاكل المالية والقضائية وذلك في سعيه الحثيث ومحاولاته الدؤوبة في نشر افكاره التقدمية وآرائه الجريئة التي يؤمن بها تمام الايمان.
وما قيام أي منا باقتناء ولو نسخة واحدة من هذا الكتاب، وبأي طريقة كانت، الا مساهمة رمزية منا في الثناء على جهود هذا 'الانسان' ودعم لأفكاره التي تهدف اولا واخيرا لإزالة الغشاوة التي غطت اعين الكثيرين عن رؤية شمس الحقيقة.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top