دور الكويت في زراعة الافيون

استولت القوات المظفرة لحركة طالبان على افغانستان، بعد قتال مرير، استمر عدة اشهر لقي خلالها عشرات الآلاف من المسلمين الافغان والعرب حتفهم فيها، وتهدمت خلالها آخر خمسة حوائط كانت سليمة في العاصمة المنيرة كابول، وما ادراك ما كابول!!.
كان ذلك منذ سنوات، تخلل هذه الفترة عشرات المعارك بينها وبين القوات المعارضة لها، والمدعومة من مختلف الاطراف المتورطة في الصراع الدائر هناك.
خلال كل تلك الفترة، وعلى الرغم من كل ما اقترفته تلك الحركة 'المباركة' من انتهاك لابسط حقوق الانسان، ومعاملتها التي اقل ما توصف بالوحشية للمرأة وسجلها المليء بمختلف انواع الانتهاكات، ونشاطها المتزايد في تجارة صنع الاسلحة وتهريب البضائع للدول المجاورة، وزراعة وبيع المخدرات لمختلف الجهات، الا اننا لم نقرأ يوما كلمة انتقاد واحدة وحيدة يتيمة توجه لها، كتابة او خطابة، من قبل كتاب ومحرري الزوايا الصحفية، ومستغلي الصفحات الكاملة في صحافتنا 'الوطنية' او من خطباء المساجد المنتمين لعشرات الاحزاب الدينية ولجانها وفروعها.
لقد اكدت الانباء الصحفية الواردة من الامم المتحدة صحة ما كنا نكتب عنه طوال سنوات، وهو ان ما يجري في افغانستان لا يعدو ان يكون حربا على مناطق زراعة الحشيش والافيون، ولا علاقة للامر بالدين، من قريب او بعيد، فقد صرح السيد برنار فراهي مسؤول البرنامج الدولي للامم المتحدة من اجل مراقبة المخدرات ان انتاج افغانستان من الخشخاش، الذي يستخرج منه الافيون، قد سجل رقما قياسيا بلغ هذه السنة 4660 طنا (ما شاء الله)!! وان انتاج المناطق الخاضعة لحركة طالبان قد تضاعف مرتين عما كان عليه قبل عام واحد فقط (ما شاء الله)، وان الاراضي المخصصة لزراعة الخشخاش قد زادت بنسبة 43% وارتفعت الى نحو 91 الف هكتار (وأيضا ما شاء الله)، علما بأن 97% من المساحة المزروعة تقع في مناطق تسيطر عليها حركة طالبان، التي وصفت يوما بالمباركة!!.
فيا أهل الخير في الكويت انتبهوا الى اين تذهب اموالكم وزكواتكم وتبرعاتكم، فقد ساهمتم وتسببتم، من غير ان تعلموا، في موت واصابة الملايين بالادمان، وذلك بدعمكم اللامتناهي لتلك الجمعيات التي تقوم بدورها بدعم تلك الحركة، ومن يقف وراءها!!.

الارشيف

Back to Top