الترجمة الفورية
أصبت، ومجموعة من القراء، بحالة من الهستيريا الضاحكة والمبكية في الوقت نفسه، وانا اقرأ الخبر الذي نشر قبل ايام في الصحف، والذي تعلق مضمونه بقيام السلطات الجمركية في 'مجموعة' من دول مجلس التعاون باجراء اتصالات بينها بشأن منع دخول السلع والبضائع التي تحمل اسماء معينة، وتدعو للفجور والرذيلة من دخول دول المجلس (!!).
وذكر الخبر قيام تلك الدول بالفعل بمصادرة كميات من اكسسوارات الشعر (!!)، وسلاسل وجوارب بناتية (!!)، وقمصان رجالية (!!)، تحمل كلمات خليعة وتخدش الحياء.
وتعميما للفائدة ولكي تكون هناك ترجمة موحدة للعبارات الاجنبية الخاصة ببعض تلك البضائع فقد تقرر وضع قائمة بها، وقد احتوت القائمة على كلمات مثل شذوذ والعارية وامرأة وقحة الخِِ.
الى هنا والامر ربما يكون مقبولاِ ولكن ما الخطأ او الشاذ او المسيء في كلمات مثل ساحر: اشتراكية ومريم العذراء وعيد الكرسماس، والسيد المسيح، او حتى نايكي، وهو اسم احد آلهة اليونان !! وماذا كانت ستفعل الملايين المسلمة الطاهرة والشريفة لو تجرأت صحيفة ما بنشر قائمة تتضمن قائمة مماثلة تتضمن كلمات لاشياء واشخاص نعتز بها؟، وماذا كان سيفعل الغيارى وهم يرون الدين ينتهك ولا احد يتحرك للذود عنه؟!.
واذا كانت هذه هي الكلمات التي تخدش الحياء في اللغة الانكليزية فهل ستكون هناك قائمة بالكلمات التي تخدش الحياء والتي تدعو للفجور والتي قد ترد على بضائع ومصنوعات دول مثل: المانيا، وفرنسا، وروسيا، واليونان، وبلجيكا، وجنوب افريقيا، والسويد، والدانمرك، وبلغاريا، وهولندا، وفنلندا، والصين، واليابان، وكوريا، وسنغافورة، وهونغ كونغ، والهند، والبرازيل، والمكسيك، وفنزويلا، وهي كلها دول، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، دول صناعية نستورد منها كل شيء، ولا تعرف من امر حساسيتنا كلمات مثل: العري، او الكحول، او الساحر الشيء الكثير!.
وهل سنضع موضع التنفيذ ما سبق وان طالب به احد زعماء الجماعة من ضرورة هدم الابراج من المدن العربية مثل: برج القاهرة، وابراج الكويت، لان شكلها يوحي بالكثير من الامور التي تخدش الحياء؟، وهل سيمنع زراعة وبيع واكل الكوسا لان عملية تحضيرها، لكي يتم حشوها قد تثير غرائز البعض؟
احمد الصراف