رسالة فاطمة عبدالعزيز العلي
لا ادري، ما الذي ستقدم عليه الحكومة بخصوص 113 لجنة مخالفة تابعة لجمعيات دينية، ولكني اعتقد ان الحكومة سوف لن تقوم باتخاذ اي اجراء حاسم بحقها.
وبهذه المناسبة، اود ان اتطرق هنا لاحد الامثلة المشرفة الساطعة في العمل الخيري، الذي نأت به وبنفسها عن كل اوحال السياسة التي غاص بها الآخرون!!، ويثبت تاريخها وعملها ان بامكان الكثيرين ، نساء ورجالا، القيام بأكثر الاعمال شرفا، وخيرا وفائدة لكافة افراد المجتمع دون ان تشعر الا القلة بعظم أعمالهم!!.
بدأت السيدة فاطمة العلي عملها الخيري منذ اكثر من ربع قرن من دون مبان ضخمة ومكاتب مهيبة، ونواد صحية مشهورة، او نشرات دورية مصقولة، او احزاب، او تحزب، او سنابل ذهبية وفضية، او حسابات سرية لا يعلم الا الله كيف تدارِ ولم تحاول يوما ان تستفيد انتخابيا او سياسيا من عملهاِ ولم نسمع لها وطوال كل ذلك الوقت تطبيلا وتزميرا لما تقوم بعمله، كما يفعل الجماعة في كل مرة ينجحون فيها في حفر بئر ماء 'صليبي' (ماء به بعض الملوحة ولا علاقة للتسمية بالصليب)!!.
لقد نجحت هذه السيدة، وبجهودها الخاصة وبمساعدة ودعم من الجمعية الثقافية الاجتماعية، في الاهتمام برفاهية آلاف الاسر والاطفال المرضى والمحتاجين، كما ساهمت والجمعية في القضاء على امية العديد من الاولاد والفتيات المحرومين من رعاية الاب وحنان الأمِ كما تقوم لجنة الزكاة في الجمعية الثقافية النسائية وبرئاستها ومنذ عقود بتقديم مساعدات مادية لمئات الاسر المحتاجة داخل الكويتِ كما وتقوم كذلك بمساعدة المئات من الطلبة والطالبات المحتاجين لتلقي العلم وغير ذلك من مجيد الاعمال!.
وهكذا نرى ان عمل الخير لا يحتاج الى كل ذلك التحايل والمراوغة الذي عادة ما تلجأ له العديد من الجهات الدينية الغارقة في وحول السياسة المحلية والدوليةِ وان بالامكان عمل العجب بمجهودات فردية، وعن طريق مؤسسات غير مسيسة (!!).
فمتى نرى نهاية هذه الاحزاب الدينية المنغلقة التي تخصصت بتكفير عباد الله دون اي مسوغ ادبي، او قانوني، او ديني؟؟، وهل يحتاج عمل الخير الى كل تلك الجمعيات خرافية الحجم، والى كل تلك السرية المطلقة في العمل، والى كل تلك الفروع التي نبتت كالفطر البري؟؟.
ان مقارنة حجم ما تقوم هذه السيدة بادائه من اعمال الخير، على الرغم من امكاناتها المتواضعة، بما تدعي اكبر واغنى الجمعيات الخيرية المسيسة القيام به من اعمال مماثلة، تبين بوضوح مدى ضآلة انجازات تلك الجمعيات، كما تبين ان البلاد بغير حاجة لكل تلك الاحجام الخرافية من المؤسسات التي تدعي ان هدفها الوحيد هو فعل الخير.
يجب ان لا تفت كلمات الرياء والتزلف التي بدأ زعماء تلك الجمعيات باطلاقها بعضد الحكومة، وان تتذكر جيدا تلك الانياب التي كشر عنها زعماء تلك الجمعيات فور سماعهم بخبر المرسوم الاميري السامي والقاضي بمنح المرأة حقوقها السياسية، والتصريحات النارية التي اطلقوها والتي توعدوا فيها الحكومة بالويل والثبور، ان هي اصرت على تمرير ذلك المرسومِ اما اليوم، وبعد ان تكشفت اوضاعهم، واصبحوا كالحملان، يصرح رئيسهم بان الحكومة 'اعقل' من ان تقوم بحل جمعية خيرية!!، واعتقد انه كان يشتهي ان يقول 'أعجز' بدلا من 'أعقل'!!.
احمد الصراف