جار عادل أم جار جائر؟ (1)
هل تشعر بشدة حرارة الطقس في هذا الشهر؟ وهل تعتقد بانك مجبر على البقاء في الكويت لسبب ما؟.
هل تشعر بالملل وانت خارج الكويت لا تعرف الى اية ديوانية سويسرية تذهب؟ هل تشعر بالضيق، لسبب ما ولا تستطيع فعل شيء حيال ذلك؟
تعال معي نقرأ الفقرة 'البليغة' التالية، التي كتبها قبل ايام احد جيراننا في الصفحة، فان لم تزد من درجة غمك وهمك فلا شيء سيؤثر عليك وسوف لن تخسر في نهاية الامر شيئا على اية حالِ كتب جارنا يقول:
'المعضلة التي يعاني منها بعض منظري القوى السياسية، وبالاخص 'القوى الليبرالية'، هي فقدان المنهجية الفكرية والايديولوجية الواضحة القابلة لتحويلها وترجمتها الى برنامج اصلاحي (هكذا)!! فالعبرة ليست بالشعارات البراقة والخطب الرنانة التي تلهب حماس الجماهير بقدر ما تكمن القدرة في تحقيق مفهوم التنمية بشكلها العملي والواقعي'!.
وهكذا يأتي كاتب كويتي، وبمنتهى البساطة، ويحاول ببؤس واضح نسف تراث الليبرالية التي اتاحت لنا، وللكثير من الدول الاخرى، ان ننعم بهذا المستوى من حرية التفكير والتعبير، وابسط صورها ما يتمتع به هذا الكاتب وغيره من حق في انتقاد مبدأ الليبرالية واحيانا شتمها وشتم من ينتمي إليها من دون ان تطاله محاكم التفتيش الاسلامية ويفرق بينه وبين زوجته، واحيانا زوجاته، او تناله طعنة سكين في رقبته وينفى من الارض ليبقى مشردا، ان بقي حيا يرزق بعد كل ذلك!!
في الصفحة 846 من 'الانسكلوبيديا بريتانيكا' نجد ان اصل الليبرالية يعود لعصر الفلاسفة ما قبل عهد سقراط، وانها السبب وراء كل تقدم حضاري ننعم به في وقتنا الحاضر، والزميل الكاتب يقول ان اصحابها يفتقدون المنهجية الفكرية القابلة لتحويلها الى برنامج عمل اصلاحي!!
ولو قمنا باجراء تعديل بسيط في الفقرة التي نقلناها من مقال الزميل الجار الجائر' لتصبح كالتالي: 'المعضلة التي يعاني منها بعض منظري القوى السياسية' و'بالاخص من صغار المنتمين للاحزاب الدينية المنغلقة' هي فقدان المنهجية الفكرية والايديولوجية الواضحة القابلة لتحويلها وترجمتها الى برنامج عملِِ الخ لكانت العبارة اكثر دقة وتعبيرا عن واقع الحالِ وللموضوع بقية.
احمد الصراف