من يمتلك 'الكويتية'؟
يقول المثل الانكليزي: ان اثقل الحقائب وزنا في السفر هو محفظة النقود الخالية! وتقول هلين هايتر: عندما ترغب في السفر مع الاخرين خذ جرعة كبيرة من الصبر ونية التحمل مع قهوة الصباح!!
* * *
اصر المواطن البريطاني 'نيل وايتهاوس'، الموظف في شركة بترول، على الاستمرار في استعمال هاتفه المحمول، او النقال، وهو على متن احدى الطائرات على الرغم من التوسلات والتحذيرات التي وجهت له من قائد الطائرة وطاقمها بضرورة التوقف عن ذلك لما يشكله من خطورة على اداء اجهزة الطائرة الالكترونية وما قد يؤدي الى انفجار وسقوط الطائرة، بركابها (بطبيعة الحال)!!
فور وصول الطائرة الى مطار هيثرو قامت شركة الطيران باحالة الراكب الى سلطات الامن والتي قامت بدورها برفع الامر للمحاكم التي حكمت بسجنه لمدة عام بسبب تهوره واستخفافه بحياته وحياة ركاب تلك الطائرة!!
* * *
اعلنت الخطوط الجوية الكويتية مؤخرا، بخجل وتردد واضحين، عن نيتها منع التدخين على البعض من رحلات الطيران القصيرة التي تقوم بها في المنطقةِ واضافت انها ستراقب التجربة وتقرر على ضوء نجاحها او فشلها خطواتها التاليةِ وحيث انني احد مواطني هذه الدولة ولي معرفة وتجربة واحتكاك يومي بنفسية الكثير من مواطنيها، فانني اكاد اجزم بان القرار سوف لن يوضع موضع التنفيذ وسيبقى 'حبرا على الهواء'!! فقد جربت في الكثير من المرات التي كنت اسافر فيها على متن احدى طائرات 'الكويتية' الاحتجاج على قيام مسافر او اكثر بالتدخين في الاماكن التي يمنع فيها التدخين ولكن لم يلق اي من طلباتي واحتجاجاتي آذانا صاغية إما بسبب تردد او تقاعس مضيفي او مضيفات 'الكويتية' في التسبب في تكدير خاطر مواطن ينتمي لشعب تعتقد غالبية افراده بان ممرات طائرات الخطوط الكويتية، وما فيها من مساحات ما هي الا امتداد للفناء الخارجي لمنازلهم!! او بسبب غياب التعليمات الواضحة التي تبين المطلوب فعله لوضع حد لهذه النوعية من التجاوزات!!
فاذا كانت هذه هي الحال مع السجائر، والتي لا يشكل تدخينها خطرا آنيا على حياة ركاب الطائرة، فماذا ستكون عليه الحال اذا اصر احد الركاب ولو من درجة 'نصف سوبر' على استعمال اجهزة الاتصال المحمولة اثناء فترة اقلاع وهبوط الطائرة؟ وكيف يمكن حماية المسافرين على متن الخطوط الكويتية من عنجهية وصفاقة واستهتار البعض منهم؟ وكيف يمكن تطبيق القانون الذي يمنع التدخين على الطائرة او استعمال اجهزة الهاتف النقال؟ وهل يفيد اصدار القوانين التي تجرم مثل هذه الافعال وتضع لها عقوبات زمنية ومادية دون ان توضع موضع التنفيذ؟ وماذا كان مصير قانون 'منع التدخين في الاماكن العامة' والذي انتهك، منذ اصداره وحتى اليوم، لاكثر من سبعة بلايين مرة دون ان يوضع بند من بنوده الخاصة بعقاب مخالفيه موضع التنفيذ ولو لمرة واحدة!! مجموعة من الاسئلة نضعها امام القادم الجديد لترؤس شركة الطيران الوطنية!!
احمد الصراف