نطلبِِ نناشدِِ نرجوِِ نتمنى
دأبت وزارة الكهرباء والماء وطوال السنوات العشرين الأخيرة على مناشدة المواطنين والطلب منهم ورجائهم بالتقليل من استهلاك الماء والكهرباء بالذات، بعد ان ارتفع معدل الاستهلاك أخيرا الى 5720 ميغاواط مقارنة ب 4800 ميغاواط فقط في العام الماضيِ كما ازداد استهلاك المياه بشكل كبير ووصل الى 250 مليون غالون امبراطوري (أي حمولة 250 ألف تنكر ماء يوميا) مقارنة ب 237 مليون غالون في العام الماضي.
ولا أدري متى نتعلم من أخطائنا ومتى تتوقف عملية المناشدة والمناجاة والطلب والرجاء لمن لا يود أن يسمع مثل هذه الأمور، ولا يود الرد على مثل هذه الطلبات، ولا يحب أن يفهم معنى الميغاواط او الغالون الامبراطوري!!!.
إن الأمر يجب أن يعالج عن طريق العامل الماديِ فالمواطن قبل المقيم لا يود أن يتعلم الا اذا كانت نتيجة الجهل بالشيء تسبب خسارة مادية لهِ فالاقتراب من حافظة نقود المستهلك أكثر فاعلية من محاولة طرق باب عقله او مخاطبة عاطفته!! أما أن تذل الوزارة نفسها مع المواطن والمقيم مرة أو اثنتين كل عام، وترجو من كل فرد التقليل من كميات المياه والكهرباء التي يقوم باستهلاكها فعبث ما بعده عبث.
ملاحظة صغيرة نود أن نهمس بها في أذن وزير الكهرباء تتعلق بموضوع المناشدة هذه، حيث تصادف ان اليوم الذي تم فيه تسجيل أعلى معدل استهلاك للكهرباء والماء في تاريخ الكويت هو اليوم نفسه الذي عرف الناس فيه خبر قيام وزير الكهرباء بتعيين 300 من أبناء قبيلته في اكبر واحسن المناصب في وزارة الكهرباء!!! وربما كان هذا الخبر السبب وراء ارتفاع الاستهلاك بسبب ما تسبب فيه من رفع حرارة اعصاب المواطنين والمقيمين، الأمر الذي دفعهم للجوء للمياه والمكيفات لاطفاء حرارة أعصابهم وأمخاخهم!!!ِ وكفى الخالق الخلق من منغصات الأخبار وحالات 'سمات البدن' وقلل من 'مضيقات الخلق' في وطن كل ما فيه يضيق الخلق وأشياء أخرى!!!.
احمد الصراف