لا سنابل ولا أغصان
تورط وافد مع رجل اعمال كويتي معروف في مشروع صناعي كبير، ادى لخسارة كامل رأسمال المشروعِ أحس الشريك الكويتي بأنه قد خدع وان الخسارة التي منيت بها الشركة قد نتجت عن اهمال الشريك الآخر، مما دفعه لان يقاضيه، وقد كسب القضية بعد اعتراف الاخير بمسؤوليته.
تدهورت امور الوافد المالية بعدها بشكل متسارع، ولم يستطع سداد ماترتب عليه من ديون، اضافة الى حكم المحكمة الذي صدر ضده لصالح شريكه وادى ذلك، ربما بصورة غير مباشرة لاصابته بمرض السكر، اضافة الى ما كان يشكو منه من فشل كلوي خطير، الامر الذي اجبره على دخول المستشفى والمكوث فيه لفترة طويلة كانت كافية للقضاء على اي امل في تحسن اوضاعه المالية وتمكينه بالتالي من سداد ديونه لمختلف الاطرافِ من اجل انقاذ حياته طلب منه الاطباء السفر للولايات المتحدة من اجل الحصول على علاج افضل او لقضاء ايامه الاخيرة بين اهله قبل ان يغادر هذه الحياة.
تأثر احد اقرب اصدقائه، والذي قام برواية هذه القصة الحقيقية لي، لوضع صديقه الصحي والمالي، فقرر التدخل في الامر لعله يستطيع فعل شيء ما لمساعدته، وقام بالفعل بتجهيز كشف بمجموعة من الاسماء التي اعتقد بأنه من الممكن ان يقوم اصحابها بالمساهمة في فك ضائقة صديقه والتمكن بالتالي من سداد كل او بعض ديونه والغاء امر منع السفر الذي فرضه خصمه عليهِ ولكنه قرر في اللحظة الاخيرة، وقبل الاتصال بأحد، القيام بزيارة الشريك الكويتي في مكتبه والتباحث معه في امر مديونية صديقه.
لم تستغرق المقابلة اكثر من عشر دقائق كانت كافية لشرح ظروف المدين الصحية والمالية والتي لم يكن الطرف الكويتي يعلم عنها شيئا، وطلب مساعدته في الغاء منع السفر عنه ليتمكن من رؤية اهله، وربما ايجاد العلاج المناسب له، خرج بعدها الوسيط من المكتب بعد ان حصل على موافقة الشريك الفورية ليس فقط على الغاء منع السفر عن خصمه وشريكه السابق، بل والغاء اكثر من ثلثي مديونية تجاوز مبلغها 75 الف دينار (!!).
لقد ضرب السيد عبدالله محمد البعيجان مثلا رائعا في نكران الذات والكرم الحقيقي، واعطى صورة ناصعة وطيبة طالما اشتهر بها الكثيرون من خيري هذا الوطن من الذين دفعوا الكثير، وسعوا اكثر من اجل الخير من دون ضجة او اعلانات او ملصقات او حسابات شخصية وسرية وبدون طنطنة او ضجة سياسية.
شكرا لمن سعى في الخير بين الطرفين من دون غرض او هدف مادي والذي دفع من جيبه الخاص جزءا من مديونية صديقه المتورط، والذي احب ان يبقى اسمه في الظل، وشكرا مرة اخرى للسيد عبدالله البعيجان على كرمه المادي والخلقي، والذي خالفنا رأيه، واصررنا على ان نذكر اسمه في مقالنا هذا ليكون حافزا للآخرين للاقتداء به والعمل مباشرة في ميادين الخير من دون سنابل او اغصان سياسية (!!!).
احمد الصراف