مشكلة الألفية والكمبيوتر. ِِ من اين ستأتي الضربة؟
اسم القاهرة لم يطلقه الفاطميون والصقلي انما كلمة فرعونية تعني 'هبة الرب'
متحف خليل في مصرِِ ارقى الفنون في اسوأ حالة مزرية
منزل تمتنع القطط عن دخوله ِِ طعامه مشبوه
يكتبه: احمد الصراف
تقدر التكلفة الاجمالية التي ستتكبدها دول العالم، حكومات وشركات وافرادا، في نهاية الامر لتغيير نظم اجهزة الكمبيوتر التي تقوم بالاعتماد عليها في تسيير كل امر وعمل ونشاط لكي تكون ملائمة للعام 2000ِ باكثر من 650مِد!!! (ستمائة وخمسون بليون دولار اميركي)ِ وقد كنت واحدا من الذين لم يصدقوا مثل هذا الرقم المخيف عندما سمعته لاول مرة، واعتقدت وقتها ان في الامر مبالغة كبيرةِ
توالت الانباء مع بداية العام الحالي عن قيام العديد من الشركات العالمية برصد وصرف مئات ملايين الدولارات، واحيانا بضعة بلايين، لتغيير نظم اجهزة الكمبيوتر التي تقوم باستخدامها لكي تتلاءم مع مشكلة العام 2000ِ وتبين على سبيل المثال ان شركتين فقط (برتش تليكوم وبرتش بتروليوم) وفي بريطانيا فقط قد صرفنا ما يقارب البليون دولار على هذا الامر!! وعليه يصبح مبلغ 650 بليون دولار رقما متواضعا جدا اذا اخذنا بالاعتبار العدد الهائل للشركات والمؤسسات والمصالح الحكومية الضخمة في اوروبا واميركا فقط، دع عنك بقية دول العالم النامية والنايمة من امثالناِ
من اين ستأتي الضربة اذا لم نقم بعمل شيء ما وبأسرع ما يمكن؟ِ فالوقت يمر سريعا، وما تبقى من اشهر (وليس اياما) قليلة على نهاية السنة الحالية ليس بالكثير؟ِ
ربما كتبت كثيرا عن هذه المشكلة وهذا ما يجعلني اشعر بان من واجبي ان اؤكد، درءا لاية شبهات تعودت عليها العقلية الكويتية التقليدية، بأن ليست لدي اية مصالح سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة في اية مؤسسة فردية او شركة تعمل في مجال الكمبيوتر سواء كأجهزة او كبرامج!! وان ما اكتبه خال من اي غرض شخصيِ
وعي الكويت ووعي السودان
ذكرت الانباء بان البنك الدولي قد امتنع عن اعطاء الكويت تصنيفا عن مدى وعيها، ضمن عدد من الدول النامية، للمشكلة الالفية، في حين جاءت بين الدول التي تحظى بدرجة عالية من الوعي بالمشكلة وخطورتها مصر ولبنان والمغرب وسوريا والامارات!! وحتى اليمن تبين انها تعي وتدرك حجم المشكلة اكثر من الكويتِ
لقد قام معهد الكويت للابحاث العلمية بدوره في تسليط الضوء على هذه المشكلة والتي لا يبدو حقيقة ان المسؤولين المعنيين بالامر في الدولة يعلمون حقيقة مدى خطورتها، او ربما يعلمون بذلك ولكنهم على غير استعداد للاعتراف بالامر واعطاء الاوامر لصرف مئات الملايين من الدولارات المطلوبة لحل المشكلة، متضرعين وطالبين من الله بخشوع تام ان تنتهي هذه السنة بخير ويمر الاسبوع الاول من سنة 2000 دون ان يحدث شيء لمحطات تكرير المياه وتوليد الطاقة الكهربائية واجهزة الاتصال الدولية ومحطات الضخ ومصادر تحلية المياه وعشرات آلاف المشاريع الاخرى التي تدار بالكمبيوتر في الدوائر والادارات الحكوميةِ
من المؤسف ان يصرح البنك الدولي بان حتى دول مثل الاردن والسودان (بكل تخلفه وحروبه الاهلية) لديها ادراك ووعي واهتمام بالمشكلة اكثر بكثير من الكويت ودول غنية اخرى في المنطقةِ
ان من المهم تكوين لجنة وطنية ملحقة اما برئاسة الوزارة او بوزير المالية مثلا تكون مهمتها متابعة امر قيام كافة الجهات التي تقوم باستخدام الكمبيوتر في اعمالها، سواء كانت حكومية اواهلية، وتتعلق مصالح المواطنين والمقيمين بها مثل شركات التأمين والمصارف والمستشفيات الخاصة وغير ذلك من الشركات والمؤسسات الحيوية والتأكد من انها قد قامت بالفعل باتخاذ كافة الاجراءات من تبديل وتطوير لأنظمة الكمبيوتر لديها بحيث لا تواجهها اية مشكلة مع حلول العام الجديدِ
ان العملية صعبة ومكلفة جدا، ولكن الامر شر لابد منه!!ِ
رفاهية الياباني
والنفط الكويتي
لضمان عدم تعرض الاقتصاد الياباني والتاجر والمورد والمصنع والمستهلك في اليابان لاية خسائر او اضرار ناتجة عن تأخير شحن او توريد او استيراد المواد من والى اليابان من عشرات الدول في العالم، بسبب احتمال توقف او انهيار انظمة الكمبيوتر في تلك الدول مع نهاية العام الحالي ومطلع العام 2000، فقد قامت الحكومة اليابانية مؤخرا بارسال وفود فنية رفيعة المستوى سياسيا وفنيا لزيارة الدول التي ترتبط الحكومة والشركات والمؤسسات اليابانية بعقود عمل اوتوريد معهاِ
فاليابان مثلا تقوم باستيراد ما يعادل 80% من حاجتها من الطاقة من دول منطقة الشرق الاوسط، والخليج بالذات، واعتقد انها تعتمد على الكويت بأقل قليلا من 20% من حاجتها، كما ان اجمالي معاملاتها مع دول كالصين والولايات المتحدة والسوق الاوروبية تتجاوز مئات البلايين سنوياِ
من ذلك يتبين ان حكومة اليابان تعي جيدا حجم المشكلة، وهي على غير استعداد للمخاطرة بتقدم بلادها وحضارتها المعاصرة ورقيها الصناعي ورفاهية شعبها والاستمرار في التعامل، او الاعتماد، على منتجات دول لم يقم البنك الدولي بتصنيفها ضمن الدول التي تعي مشكلة العام 2000!! او التي لم تقم باتخاذ اية اجراءات لكي تكون اجهزة كمبيوتراتها ملائمة ومتناسقة مع متطلبات العام 2000ِ
طبيعة اهل بلاد النيل
في الزيارة قبل الاخيرة التي قمت بها للقاهرة قبل عامين استرعت انتباهنا ظاهرة زيادة عدد الملتحين، كما لاحظت، ومن كان معي، زيادة كبيرة في نسبة السيدات والفتيات المحجبات، مع نسبة اقل من المنقبات (خالص)ِ
اما في زيارتنا الاخيرة فقد كان واضحا ما اصاب تلك الظاهرة من انحسار مصاحب بتغير في السلوك الاجتماعي للكثيرين، وكنت اعتقد بان الامر ربما يكون مقتصرا على منطقة الفنادق والمطاعم المشهورة التي كنا نتحرك ضمنها، وعليه طلبت من سائق مضيفي ان يمر بي في الاحياء الشعبية ومنطقة الازهر وسيدنا الحسين وخان الخليليِ وهناك ايضا لم تلفت نظري اية امور تتناقض كثيرا مع ما كونته من انطباع عن انحسار الظاهرةِ
اثناء عودتنا بالطائرة الى الكويت وقع نظري على المانشيت والخبر التالي في صحيفة 'الشرق الاوسط' اللندنية المحترمة: صرح منتصر الزيات، محامي الاصوليين بان الحركة الاسلامية قد اصيبت بنكسة!! وطالب قادة التيارات الاصولية باعادة النظر في مواقفهم، وان يبحثوا عن مساحة للتفاهم في ما بينهم، ويوضع ميثاق شرف بين كافة فصائلهم(!!!)ِ وهنا زال عجبي وتأكدت من ان ما شاهدناه ولاحظناه من تغيرات مظهرية تتعلق بالملابس واخرى تتعلق بالتصرفات العادية التي تعبر عنها'لغة الاجساد' لم تكن بعيدة عن الواقع كثيراِ
متحف محمد محمود خليل
اثناء وجودنا في مصر اقام المجلس الوطني للثقافة والفنون (الكويتي) اسبوعيا ثقافيا في القاهرة، وقد شاركنا في نشاطه بزيارة معرض المقتنيات الاسلامية الخاصة بالشيخ ناصر والشيخة حصة الصباح، والتي تم عرضها في جناح من متحف او قصر خليل، وقد انتهزنا الفرصة وقمنا بزيارة المتحف الرئيسي الذي كان يملكه السياسي المصري الراحل محمد محمود خليل، الذي استطاع خلال نصف قرن، وبتشجيع من زوجته الفرنسية، جمع مقتنيات اثرية ولوحات رسم وتماثيل واعمال فنية اخرى لاشهر فناني العالم تزيد قيمتها اليوم عن بليوني دولار اميركي، حيث يضم المعرض مجموعة نادرة لا تقدر بثمن من لوحات الرسام الفرنسي رينوار واخرى لسيزار ومجموعة رائعة ونادرة لمونيه واخرى لتولوز لوتريك وماتيس ومئات اللوحات الرائعة الاخرىِِ كما يضم المتحف عددا من روائع الفنان العالمي فنسنت فان غوخ، الذي يعتبر احد اعظم الرسامين في جميع العصور، والذي بيعت احدى لوحاته قبل سنوات لشركة تأمين يابانية بمبلغ 70 مليون دولار، وقد كانت احدى لوحاته من المقتنيات الاولى التي قامت زوجة محمد محمود خليل باقتنائها عام 1934، حيث اشترتها في ذلك الوقت بمبلغ يعادل 400 جنيه مصري!! وتقدر قيمتها اليوم بأكثر من 240 مليون جنيه مصري!! ويضم المعرض مجموعة قيمة ورائعة من الاعمال التشكيلية وللعديد من النحاتين العالميين امثال رودان وغيرهِ
المؤسف انه، وبالرغم من عظم قيمة تلك المقتنيات، معنويا وماديا وثقافيا، وندرتها، الا ان طريقة عرضها تدعو الى الحزن، ان لم يكن للرثاءِ فهي معرضة للحرارة والرطوبة ويمكن لاي كان لمس اغلى التحف واللوحات دون ان يشعر به احد، وربما سيتعرض بعضها للتخريب قبل ان تقرر الجهات المعنية بتغيير الاجراءات، كما يمكن ازالة اية لوحة، مهما عظمت قيمتها من مكانها قبل ان يرن جرس الانذار، وتشعر، وانت تسير في ردهات القصر الكبير والذي تحول الى متحف يحمل اسم صاحبه، بعد ان كان يستعمل من قبل رئاسة الجمهورية في ايام السادات، بان ما اجري عليه من ترميمات قد جعلته مزريا من الداخلِ
كانت الرحلة في داخل ذلك القصر ممتعة جدا، تمكنا خلالها، وفي فترة قصيرة من الزمن، من مشاهدة مجموعة من اعظم الاعمال الفنية التي تبين انجازات كبار المبدعين في تاريخ البشريةِ وانني ادعو هنا كل من يزور مصر مستقبلا ان يحرص على زيارة هذا المتحف، والذي لولا اصرار زوجة صاحبه الفرنسية، التي ماتت في الستينات، لما كان لهذه المجموعة ان تبقى كما هي، بعد ان امتدت يد التخريب والعبث والاهمال 'والضياع' لعشرات اللوحات والتماثيل والفازات والايقونات وقطع السجاد الاثرية منهاِ
هل الكمبيوتر مذكر ام مؤنث؟
من خصائص اللغة الانكليزية ان ليس بها صفات مذكر او مؤنث للجماد او الحيوانِ وعادة ما يرمز لهذه الاشياء بضمير'it'ِ ولكن توجد هناك استثناءات قليلة يتم فيها اطلاق صفة الجنس على جماد ماِ فضمير السفينة مثلا يرمز له بضمير she) ) اي انها مؤنث!! ولا يعرف احد سببا لذلكِ
ورغبة من احد المهتمين باللغة الانكليزية في تحديد صفة الكمبيوتر وهل هو مذكر ام مؤنث، فقد قام بإرسال مجموعة الاسئلة التالية لفريقين: الاول مكون من النساء فقط، والآخر من الرجال، وطلب من كل فريق تحديد جنس الكمبيوتر وذكر سبب ذلك الاختيارِ وقد توصل فريق النساء الى ان الكمبيوتر يجب ان يكون 'مذكرا' وذلك للاسباب التالية:
1) يملك الكمبيوتر كمية هائلة من المعلومات ولكنه يفتقد الفطنةِ
2) ان من واجب الكمبيوتر ان يساعدك في حل مشاكلكِ ولكن يضيع اكثر من نصف الوقت لحل المشاكل التي تسبب فيها وجود الكمبيوترِ
3) بمجرد ان تقع عين المرأة على الجهاز (او الرجل) المناسب وتعتقد بانه هو الذي كانت تبحث عنه تكتشف بانها لو كانت قد صبرت قليلا لكان بامكانها الحصول على طراز او موديل اكثر جودة!!ِ
ومن جانبهم اختار الرجال صفة 'انثى' لآلة الكمبيوتر وذلك للاسباب التالية:
1) لا يستطيع احد سوى صانع الجهاز (او الخالق) معرفة ما يدور في رأس تلك الآلةِ
2) ان اللغة التي تتفاهم بها الات الكمبيوتر بين بعضها غير مفهومة للاخرين (من الذكور)ِ
3) تقوم هذه الآلات بتخزين حتى اصغر الاخطاء واكثرها تفاهة في ذاكرتها، وتستعيدها مستقبلا من الذاكرة في وقت الحاجةِ
4) بمجرد قيام الرجل باختيار الآلة المناسبة والارتباط بها يكتشف بأنه ينفق نصف دخله على الاشياء الاخرى الاضافية والمكملة لتلك الآلة (الاكسسوريز)ِ
خواطر قاهرية
عدت مؤخرا من زيارة للقاهرة ـ هي الرابعة على مدى 30 عاما ـ ومعي، اضافة الى مجموعة الذكريات الجميلة والصداقات الاجمل، الملاحظات التالية:
1) في كتاب صدر مؤخرا للمهندس المدني ومصمم المدن سيد كريم عن تاريخ مدينة القاهرة وعجائبها، بين فيه ان المدينة لم يقم بتسميتها الفاطميون او جوهر الصقلي، كا هو معروف ومتفق عليه، بل ان الاسم فرعوني وقديم جدا حيث وجد مدونا على بردايات فرعونية يعود عمرها الى اكثر من 12500 سنةِ وتعني 'القاهرة' في اللغة الهيروغليفية: مدينة الرب او هبة الرب 'كاِِ هيِِ رع' تحولت بمرور الزمن الى 'قاِِ هي ِِ رة'!!ِ
* * *
2) كما ذكر المهندس سيد كريم في مقابلة له مع اذاعة 'صوت اميركا' قبل ايام، ان عدد سكان القاهرة كان 400 الف نسمة فقط عام 1950ِ وبانه كلف من قبل الحكومة المصرية وقتها بوضع مخطط هيكلي للمدينة القديمة، بحيث يمكن ان تستوعب عشرة ملايين نسمة مع العام 2000ِ وقال ان المخطط الذي وضعه احتوى على انفاق وجسور وقطارات تحت الارض (اندر غراوند) وقطارات معلقة (مونوغريل) دائرية تغطي المدينة كلها وحدائق وتنزهات ومساحات خضراء كبيرةِ ولكن بالرغم من اهمية المشروع الا ان ايا من الحكومات المتعاقبة لم تتخذ قرارا بتنفيذه، وكان من الممكن ان ينفذ وقتها بأقل التكاليف وفي فترة قياسية (وربما يفسر هذا ان عادة عدم اتخاذ القرار مرض متأصل، او متوارث، في العديد من حكوماتنا!!)ِ وقال ايضا ان عدد سكان القاهرة يزيد اليوم بكثير عما كان مخططا له في مشروعهِ ولكن المدينة تتحرك الآن بامكانات مدينة ل400 الف، وليس ل14 مليونا!!ِ
* * *
3) وقال المهندس كريم ان ما نلاحظه من طابع باريسي غالب على العديد من تصميمات القصور والبيوت الكبيرة، والتي لم يطلها الهدم، ذات الشرفات الحديدية الجميلة، يعود 'الفضل' فيه الى الخديوي اسماعيل، والذي كان معجبا بطريقة بناء وتخطيط باريس، وأراد أن تكون القاهرة باريس الشرقِ ومن أجل ذلك طلب من مهندسه الفرنسي تحويل مسار نهر النيل ليمر عند منطقة 'غاردن سيتي' (فندق سميراميس) الحالية ليمر أمام القصور والفلل الكبيرة والجميلة أسوة بما هو عليه الأمر على نهر السين في العاصمة الفرنسية!!ِ
لغة الهررة
تسمى في الكويت 'كطوة' ويناديها أهل ما بين النهرين 'بزون'، أما اهل الشام، وبمختلف مواضعهم، فيسمونها 'بسة'، أما اهل جبل وسهل لبنان فيسمونها 'بسينة'ِِ كما يطلق عليها أهل ليبيا وتونس اسم 'قطوسة' وفي المغرب 'مشته'ِ اما في البحرين فتغلب عليها تسمية 'سنور' وفي اريتريا تسمى 'دمو'ِ وفي اليمن ينادونها ب 'عري'!!ِِ وتسمى في بلاد النيل 'أطة'ِ وتسمى بمختلف الاسماء الغربية في الدول الكبيرة غير الناطقة بالانكليزية حيث تسمى 'بللي' بالهندية أو الاورودو، و'مويو' بالصيني و'لوشا' بالفرنسية!!ِ
وتعرف في اللغة العربية الكلاسيكية الجميلة والمظلومة بالهرة أو القطة!!ِ
* * *
اخبرني احد الاصدقاء بتجربته الغريبة التالية مع القطط حيث قال:
لم أكن اميل للقطط او احبها ابدا، وكنت دائم النفور منهاِ الى ان جاء ذلك اليوم الذي تغيرت فيه نظرتي لها الى الابد واصبحت اتفاءل بوجودهاِ
دعيت الى غداء في مجلس احد المعارف من الذين اشتهروا ببخلهم وكثرة الحاحهم، وقام بدعوة مجموعة اخرى من الاهل والمعارف الى تلك الوليمة التي وصفها بالدسمة، بسبب بعض الارتباطات التي طرأت في اللحظة الاخيرة، طلب مني المضيف في اليوم السابق للدعوة الذهب الى منزله مبكرا واستقبال بقية المدعوين نيابة عنه لحين وصوله، كما اخبرني بأن العزيمة (او القعدة) ستكون في الفناء الخلفي من الفيلاِ
ذهبت مبكرا وجلست في الفناء الخلفي من البيت والذي كان خاليا بشكل غير معقول من اية زراعة او نبتة يتيمة او حتى اي شيء له صلة بأي نوع من انواع الحياةِ وفجأة انتابتني مجموعة من المشاعر غير المريحة والمقلقة والتي لم اكن اعرف كنههاِ ولاحظت في تلك اللحظة، وانا جالس بمفردي في ذلك الفناء المغبر، هبوط قطة عن حائط الجار الايمنِ اخذت اراقبها فوجدتها تسرع الخطى باتجاه الحائط المقابلِ وفجأة توقفتِ اخذت افكر في ما شاهدته، وفي السبب الذي دفع تلك القطة لكي تقفز من سور الجار الايمن وتسير مسرعة وتقفز الى سور الجار الايسر، وتتجنب الدخول في بيت مضيفنا، على الرغم من ان رائحة الطعام كانت تفوح من جنباته؟! واخذت اتساءل عن الرسالة التي كانت تود ان تبلغني اياهاِ توقفت عن التفكير للحظة عند دخول عدد من المدعوين، ولكن لسبب ما كنت لا ازال اشعر بعدم الراحة داخلياِ وفجأة قررت مغادرة البيت وعدم البقاء فيه، واعتذرت للضيوف بكلمات قصيرة وسريعة وخرجت مسرعا لا ألوي على شيء، ولم أعد لهم كما وعدتهمِ
اكتشفت في مساء ذلك اليوم ان جميع من كان في تلك الوليمة قد اصيب بتسمم شديد، وان بعضهم لايزال راقدا في المستشفى الاميري في حالة صحية صعبةِ وكنت بطبيعة الحال الوحيد الذي نجا من تلك الكارثة الصحيةِ وقد انهالت الاسئلة علي من كل طرف، سواء من الضيوف او من اقاربهم تستفسر مني عن ذلك الالهام الذي جعلني لا اتناول ذلك الغداء اللعين مع بقية الضيوف في ذلك اليوم، وعن السبب الذي جعلني لا اعود لتلك الوليمة 'الدسمة'ِ ولكنني لم اكن اعرف كيف اجيبهم بدقة من دون ان اثير فضولا أكثرِ واعتقد في داخلي بأنهم، على اية حال، سوف لن يصدقوا ان قطة ما قد قالت لي ان بيتا هي ليست على استعداد لدخوله والبحث عن الطعام فيه هو بيت مشبوه 'أكليا'!!ِ ومنذ ذلك اليوم وانا صديق القطط!ِ