'الاندر غراوند'
تطلق تسمية 'الاندر غراوند' على نظام التنقل بالقطارات تحت الارض، كما تسمى احيانا ب'التيوب'، اما 'الاندر كراون وورلد'، او عالم الاندر غراوند فهو العالم السري السفلي وغير المشروع غالبا، والذي تنشط فيه مختلف الجهات غير المرخصة او غير القانونية وخاصة تلك التي تخاف العمل في النور وفي وضح النهار.
ما حدث مؤخرا من اعتداء على الاستاذ الجامعي من قبل مجموعة من الافراد، والعهدة على ما ذكر في الصحف، هو من ذلك النوع من الاحداث الذي يطبخ في مطابخ عالم ما تحت الارض، فبالرغم من اننا نعيش في مجتمع مدني مسالم الى حد كبير، او هكذا يبدو الوضع عليه للكثيرين، وبالرغم من اعتقادنا بأننا نعيش في مجتمع مفتوح لا يسهل فيه الاحتفاظ بالخبر لمدة طويلة حيث تتمكن الغالبية المهتمة من الناس، ولو بعد فترة، من معرفة القصة الحقيقية وراء كل حدث وخبر وفضيحة تحدث في البلاد.
ولكن يبين الكثير من المؤشرات ان هناك عالما يعيش تحت الارض لا نعرف عنه الكثير غير ذلك 'الطشار' الذي يأتينا بين فترة او اخرى من خلال الدواوين او الصحف.
فهناك عملية احتجاز لاستاذ جامعي وفي مقر عمله ولمدة 3 ساعات لم يعرف او يحس بها احد على الرغم من ان المعتدين هم من خارج الحرم الجامعيِ وهناك اعتداء بالضرب واجبار على توقيع اعترافات مكتوبةِ وهناك خروج من مسرح الجريمة بكل ثقة وهدوء وكأن شيئا لم يكنِ وهناك مخيمات ومعسكرات تدريب وخطابة وتدريس لتعاليم معينة.
وهناك معسكرات، ربيعية وشتوية وصيفية وخريفية، تقام في البر طوال العام وبترخيص من السلطات الامنية بحجة نشر الدين وتعاليم الاسلام الحنيفِ وهناك خلافات مستعرة بين نشطاء مختلف الاحزاب الدينية التي تنتمي للعالم السفلي لا نعرف عنها الا القليلِ وهناك معارك فكرية وسجال ونقاش وحرب سلاحها اليوم الضرب المبرح والذي سيتطور قريبا الى اخطر من ذلكِ كما ان هناك جماعات تكفر واخرى تنهى وثالثة تود ان تهدي ورابعة سلفية واخرى علمية وسابعة دستورية وثامنة طلابية وتاسعة تراثية وعاشرة تدعو للهجرة ونبذ الدنيا بما فيهاِ وهذا يتبع هذا القائد وتلك تدين بالولاء لذلك الامير وثالثة تستمع لتلك الجهة ورابعة تأتي التعليمات والتحذيرات لها من الخارج وغيرها من الداخل.
كما تبين ان الجهات الامنية تعرف الكثير عن تطرف افراد هذه المجموعاتِ فقد قامت بعرض صور اشخاص مشتبه فيهم على الاستاذ الجامعي (المعتدى عليه) حيث تعرف من خلالها على شخصية احد الجناة، مما يعني ان السلطة تعرف الكثير ولكن يبدو ان يدها مغلولة الى ما وراء ظهرهاِ وان هناك تهديدات عديدة بالاعتداء وتدخل من فرق متفجرات وكلاب حراسة وجنود طوارىء وامور كثيرة اخرى تجري تحت الارض لا نعرف عنها شيئا ولسان حالنا يقول: يا غافل لك الله!!
لا اعرف الى اية هاوية نحن منزلقون، ولكني اعرف ان الامر ليس فقط هاوية بل هو 'غوران في ستين داهية'!!
احمد الصراف