انفاس صغيرة

1) قامت حكومات الدول التالية بتأييد الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش، والمتهم بالقيام بأعمال تطهير عرقية في البوسنة وكوسوفوِ كما قامت هذه الدول باستنكار قيام حلف الاطلسي بضرب المنشآت والبنية العسكرية الصربية في يوغوسلافياِ وتضم القائمة اسماء دول مثل: الصين، العراق، ليبيا، كوبا، فيتنام، اندونيسياِ وكان غريبا وجود اسم الهند ضمن الدول التي عارضت التدخل الاطلسي لصالح مواطني كوسوفو، حيث انها الدولة الديموقرطية الوحيدة من بين تلك الدولِ وتبين ان السبب يعود الى خوفها من ان يأتي دور كشمير مستقبلا، ويصبح ما قام به مواطنو اقليم كوسوفو من رفض لحكم الاغلبية حافزا لهم للقيام بأعمال عنف جديدة!!
ولو قمنا بمراجعة كشف الدول الاجنبية التي سبق ان وقفت بجانب عراق صدام اثناء عملية الغزو الغادر للكويت لوجدنا ان اسماء تلك الدول لا تختلف كثيرا عن تلك التي وقفت مع الصربِ وان انتماء غالبيتها يعود لمجموعة الدول الدكتاتورية ذات الحكومات التسلطية.
ويقول المثل: قل لي من هو صديقك اقل لك من انت!!

2) اوقعت قيادة حلف الاطلسي مجموعات كبيرة من 'فلاسفة' و'مفكري' امة العرب والاسلام، سواء من بعض كتاب الاحزاب الدينية في الصحف المحلية او من جماعة معاداة الشيطان الاكبر، في حيرة من امرهم ووضعتهم في موقف حرج يصعب الخروج منه بنتيجة سارة، وهو وضع يرمز له بالتعبير الاميركي المعروف "catch 22"!! فان تغلبت قوات الحلف بقيادة اميركا على التعصب الصربي وكانت نتيجة تدخلها المجرد من اية غاية حصول مسلمي اقليم كوسوفو على حق تقرير المصير فان هذا سيضع هؤلاء في موقف حرج بسبب كل ما سبق ان وجهوه من اتهامات لاميركا ولحلفائها الغربيين بالتحيز ضد الاسلام والمسلمين، وبأنهم لا يخاطرون بأي حرب لا مصلحة لهم فيها!!.
اما اذا فشلت قوات الحلف في مهمتها في ردع الصرب عن الاستمرار في عملية التصفيات العرقية فان في ذلك انتصارا معنويا لهؤلاء المعقدين، ربما يكونون في امس الحاجة له، وسيكون بامكانهم تكرار ما سبق ان قالوه ان كل ما تقوم به اميركا هو شر بالضرورة، وان مصير كل ما تقوم به من عمليات عسكرية الفشل، بفضل من الله، حسب وجهة نظرهم!! ولكن من جهة اخرى سيكون مؤلما وشبيها بالكارثة ان يتعرض اناس ابرياء الى تلك التصفية العرقية لا لشيء الا لانتمائهم الى دين يختلف عن دين الاغلبية القوية!!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top