أواني محمد العوضي المستطرقة
دعاني صديق 'لدود' التقيت به في الجمعية التعاونية للصلاة معه في مسجد المنطقة القريب، وكان ذلك قبل الغزو السخيفِ واعتقد ذلك 'الأخ' أن دعوته تلك ستكون سببا في احراجي، خاصة بعد ان سبق وسمع مني، وقبل فترة غير بعيدة من ذلك اللقاء، بأنني لا أفرق بين اصحاب المذاهب وبأن من غير المقبول اجتماعيا ووطنيا تمييز المساجد بألوان واشكال مختلفة لكي تبدو وكأنها قاصرة على طائفة معينة.
خيبت ظنه وقبلت دعوته ودخلت معه المسجد لأداء الصلاةِ واكتشفت فور دخولي بأن الإمام شخصية معروفة يعمل صاحبها في جهاز حساس في الدولة، ومشهور بحدة الطبع وسلاطة اللسانِ ما ان انتهى الإمام من التحيات، وكان الوقت صيفا والمسجد حارا وكأنه خال من التكييف، حتى التفت الى الخلف، وكان لا يزال جالسا على سجادة الصلاة وأمام المحراب، ووجه مختلف أنواع السباب لفراش المسجد الذي يبدو أنه نسي ان يشغل مكائن التكييف في وقت مبكر مما تسبب في 'غرق' إمامنا في عرقه!!
تبادلت وصاحبي النظرات وخرجنا من المسجد صامتين دون تعليقِ ولكن لم يطل الأمر كثيرا فقد اتصل بي صاحبي في صباح اليوم التالي ليعتذر عما بدر من ذلك الإمام وشيخ الدين المعروف وقال لي، وكأنني طارىء على البلاد، بأن امثال هؤلاء يسيئون للدين أكثر مما يخدمونه، وبأنه سوف لن يصلي وراءه بعد ذلكِ لم اعلق على كلامه وكان ذلك آخر عهدي بذلك الصديق وبأشياء أخرى كثيرة!
تذكرت تلك الحادثة وأنا أقرأ ما سطرته أنامل الشيخ الفاضل السيد محمد العوضي الذي يصر على ان يلقب ب 'مولانا'، في مقالته في 'الرأي العام' (8/3) والتي لم يتسن لي الرد عليها في حينه لوجودي في خارج البلاد.
يتوقع القارىء من شخص يحب ان يخاطبه الناس بلقب 'مولانا'، وتسبق كلمة شيخ اسمه في كل مناسبة، كما تلحق صفة رجل دين اسمه في كل تقديم، ومعروف عنه امتهانه لمهمة تتعلق بالوعظ والارشاد والدعوة لمكارم الأخلاق، يتوقع المرء من 'شخصية' هذه صفاتها ان تكون قدوة للآخرين ومثالا يحتذى ومضربا للمثل في حسن المخاطبة! ولكن بمراجعة المقال الذي كتبه السيد محمد العوضي، الذي جاء ردا على ما سبق وكتبناه عن موضوع سكوت غالبية، ان لم يكن كل، كتبة الاتجاه الديني عما كان يجري، ولا يزال، في البلاد ومنذ سنوات من استغلال سيىء للدين واستعمال القرآن كوسيلة للاثراء غير المشروع، حيث خلت طريقة مخاطبته لي، وهو شيخ الدين الذي يتوقع المرء منه أن يحترم الآخرين لا لشيء إلا لكي يبادلوه الاحترام، من لقب سيد أو زميل او اخ وهذا أضعف الإيمانِ وقد تضمن رده الأقوال التالية:
1)'ِِافتقد أحمد الصراف أبجديات الحكم الموضوعي كعادته التي أدمن عليها'!
2) 'ِِِ هل أسترسل في ذكر كل خطيب وواعظ ومدرس وإمام مسجدِِِ حتى أغسل ما علق بدماغ مولانا الصحافي من أوهام يكررها في كل موسم مرة أو مرتين'(!!)
3) 'ِِ لماذا يصر هذا الكاتب على العناد؟ ولماذا لا يكون عادلا حتى مع خصومه وهل يستعذب ويتلذذ بإظهار صورته الصحفية الفجة بهذه الدرجة من الضعف والغطرسة وارتكاب المغالطات؟' (!!!)
4) 'ِِ إنك أيها المكتشف الخطير خير نموذج للقراء على الجهالات التي تعاني منها كتابات شارع الصحافة' (!!!)
5) 'ِِ انتظرني في المقال المقبل لكي أبدد ما تبقى في دماغك من أوهام' (!!!)
هذه عينة مما ورد في مقال السيد محمد العوضي من شتائم وسباب في حقنا!! ومؤسف أن ينحدر أسلوب رجل دين في مثل شبابه وحيويته الى هذا الدرك، وهو الذي يعد نفسه، دراسيا ووظيفيا، لكي يكون واعظ السلطة!
ويبقى بعد ذلك ان ما سبق ان ذكرته في اكثر من مقال عن تقاعس كتاب الاتجاه الديني عن انتقاد المتاجرين بالدين وضرورة تحذير الناس من هؤلاء صحيح في مجملهِ فما قام السيد العوضي بإيراده، من أمثلة تدل على عدم تقاعسه والدكتور طارق سويدان عن تحذير الناس من المشعوذين، لم يتعد ذكر مجموعة من خطب المساجد ومحاضرة في الجهراء وصياغة كتاب لأحد المسؤولين ونشر بحث في مجلة تسمى 'الفرحة'، التي أجزم بأن أحدا لم يسمع بها، فما بالك بالبحث نفسه.
أعتقد أن السيد العوضي يتفق معي بأن أيا من الطرق والأساليب التي ذكرها لا تنطبق عليها صفة العموم والشمول فغالبية ضحايا المشعوذين هم من النساء الساذجات، وهؤلاء يحتمل ان يكون بعضهن من قراء الصحف ولكني أجزم بأنهن لسن من رواد سماع المحاضرات في الجهراء!! التي ذكر السيد العوضي بأن دِسويدان قد تكلم فيها لساعات وخصصها للهجوم على المشعوذين!!
نشكر السيد محمد العوضي على ما أطلقه علينا من صفات، ونؤكد له ان مقولة 'ان الأواني لا تنضح إلا بما فيها' لا تزال صحيحة!!!
أحمد الصراف