هل أشرقت الشمس؟؟

احتج عدد من 'عقلاء' مجلس الأمة على قيام الحكومة بدعوة أحد المطربين للمشاركة في 'هلا فبراير'، وذلك بسبب اتهامه بأداء اغنية، قبل فترة طويلة، تضمنت بعض الكلمات التي ورد ما يماثلها في القرآن الكريمِ وقد شارك بعض 'محرضي' الجماعة في هذا الهجوم وأججوا مشاعر الحقد والكراهية لدى أولئك النواب، في محاولة مستميتة منهم للطعن في كل ما 'تسبب' به مهرجان 'هلا فبراير' من فرح وسعادة لعموم افراد الشعب ولجمهور ضيوف البلاد من مقيمين وزوار.
ولو اتفقنا معهم بصحة الواقعة، وبأن ما سبق وقام به من فعل في ماضي حياته يجعله شخصا غير مرغوب فيه، فان لنا الحق في ان نتساءل: من هو العضو الذي تخلو سيرة حياته كلها من أية شائبة؟؟.
ان سكوت الحكومة عن مثل هذه الاتهامات سوف يفتح شهية هؤلاء للمطالبة بالمزيدِ وسيدفعهم هذا السكوت للبحث في سيرة وتاريخ كل من يود زيارة الكويت مستقبلا، سواء للعمل او السياحة أو السياسةِ وقد تصل الأمور بهم الى درجة مطالبة كل شخص بضرورة احضار شهادة حسن سيرة وسلوك من وطنه قبل ان يزور البلاد، على أن تمر تلك الشهادة على مكاتب الاحزاب الدينية لتقوم أجهزة الكمبيوتر لديها، والمصنوعة لدى الغرب الكافر، بمهمة نبش سيرة الراغب في الزيارة، والتأكد من انه لم يقم يوما ما بتقبيل زوجته في الطريق العام!! ولم يكن عضوا في حزب محظور، وبأن لا صورة له بملابس البحر وهو نصف عار!! وبأنه لم يقم بارسال ابنائه لتلقي العلم في مدارس أجنبية! وبأنه من غير زوار الكنائس او المعابد المنتظمين!.
وان استمر سكوت الحكومة فسوف لن يكون بعيدا ذلك اليوم الذي ستطالب به تلك الاحزاب بضرورة قيام فروع الاحزاب الدينية في الخارج بختم اذن الزيارة بخاتم 'حسن السيرة والسلوك'، مقابل رسم معين، وذلك أسوة بما هو مطلوب من تصديقات على مستندات شحن البضائع المرسلة للكويت!!.
ان ما يجري مسيء للكويت ولأهلها وللتاريخ الطويل المعروف من التسامح الديني والعقائدي، الذي بقي كما هو على مر السنينِ ولو رجع مدعو الديانة والصلاح لأرشيف الأغاني الكويتية، ولا نقول العربية، لوجدوا ان كلمات وجملا دينية كثيرة قد استعملت بطريقة أو بأخرى في أكثر من اغنية، وهذا يثبت ان ما يدعوه من معرفتهم بعاداتنا وتقاليدنا مسألة مشكوك فيها، ولا تستدعي كل تلك الضجة المفتعلة!!.
ان جهود وسعي ومحاولات بعض النواب وبعض المطبلين لهم، سوف لن تتوقف عند حد، وقد استند أحدهم على واقعة تاريخية ليطالب، بصورة غير مباشرة، باعدام كل من يعتدي على عاداتنا وتقاليدنا.
إن كل ما هو مطلوب، هو ان تقوم السلطة التنفيذية بتركيب اذن من طين وأخرى من عجين، وتنفيذ ما تعتقد انه في صالح البلاد وصالح أهلها وأمنها واستقرارها وتقدمها الاجتماعي والثقافي والمادي والأدبي، أما كل ما عدا ذلك فلا يعدو أن يكون محاولة يائسة لذر الرماد في العيون وصرفها عن رؤية ضوء الشمس المشرق الذي بدأ في البزوغ!!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top