هل نحن في الصين؟ (1)
دخل العريس وزوجته الصغيرة، سنا وحجما، الى الفندق الذي سيقضي فيه معها شهر العسل، واكتشف بعد الانتهاء من اجراءات الدخول بأن مصعد الفندق الوحيد لا يعملِ والاسوأ من ذلك ان الغرفة التي خصصت لهما تقع في الطابق الرابع!!ِ لم يطل الامر بالعريس كثيرا حيث تقدم من عروسه، وبفروسية واضحة، حملها على يديه وصعد بها الى الطابق الرابع!!.
في صباح اليوم التالي، وبينما هما في طريقهما الى المطعم لتناول افطار الصباح 'تفركشت' قدم العروس عند الدرجة الاخيرة من سلم الفندق فوقعت ارضا فصاح زوجها بها زاجرا: العمى!! ألا ترين امامك؟!.
تذكرت تلك الطرفة او القصة 'الواقعية' في الاسبوع الماضي عندما ذهبت الى جمعية الصحافيين للإدلاء بصوتي في انتخابات مجلس الادارة، فقد استقبلت عند باب الجمعية وعلى طول الممر المؤدي الى صندوق الانتخاب، بالتحية الحارة والسلام العطر الجميل والترحيب الاكثر حرارة وعطراِ وما ان انتهيت من الإدلاء بصوتي حتى احسست بتلاشي كافة الاصوات التي كانت 'تزن' من حولي.
خرجت من باب الجمعية امام سمع ونظر الجميع، ولكن لم يتقدم احد لتوديعي، ولو بكلمة غير رقيقة، او هزة يد من بعيد، او حتى إيماءة من الرأس، وكأن على رأسي طاقية اخفاءِ وبالرغم من ان حلي كان سعيدا الا ان ترحالي كان حزينا جدا ووحيدا جدا جداِ وقد شعرت، مع الفارق الكبير بالطبع، بشعور تلك العروس نفسه، وهي تسمع شتائم زوجها في صباح اليوم التالي للزواج، بعد ان سقطت على الارض!! وهو الذي لم يتردد في الليلة السابقة لتلك الوقعة عن حملها على يديه بعد ان عرف بعطل مصعد الفندق.
غمرتني السعادة وانا اتصفح كشف اسماء 'الصحافيين الكويتيين'!! والتي تضمنتها كشوف من يحق لهم المشاركة في انتخابات مجلس ادارة الجمعية، حيث تجاوز العدد اكثر من 620 عضوا، هذا بخلاف اكثر من 200 عضو آخر لم تدرج اسماؤهم في الكشوف بسبب تأخرهم عن سداد رسوم الانتسابِ وشعرت بأن صحافتنا بخير طالما يعمل فيها كل هذا الحجم الهائل من الصحافيين والذي يشكل 1.5% من مجموع الكويتيين!! ولكن عندما اجريت عملية نسبة وتناسب مقارنة بسكان الصين مثلا وجدت ان عدد صحافيي الصين يجب ان يكون بحدود 18 مليونا ليصبحوا بمثل وضعنا!! وهذا امر غير معقول بالطبع، عندها علمت أننا نعيش في وضع صحفي سخيف ومتأخر، ولا يختلف كثيرا عن بقية الاوضاع التي نرفل بها بسعادة غامرة!!.
(وللموضوع بقية)
أحمد الصراف