ِِِِِِِحفر الآبار وفريق الغوص الكويتي

من المعروف ان صاحب الصوت الاعلى هو الذي يلفت الانظار له للوهلة الاولى، ولكن سرعان ما ينصرف الانتباه عنه متى ما اكتشف الناس خواء ما يتكلم به او يدافع عنه.
واكثر الجهات او الناس تعرضا للتجاهل والاهمال، هي تلك التي تعمل بصمت، ولكن في مجالات ابعد ما تكون عن اهتمامات المواطن العادي، مثل موضوع حماية البيئة او القضاء على تلوث البحار، او المحافظة على مصادر المياه ونظافة الشواطىء والبرِ فهذه قضايا ثانوية لدى الغالبية العظمى من البشر وفي اكثر الدول تقدما، فكيف الحال في دول يعتقد غالبية مواطنيها بان بالمال يمكن حل كل شيء؟!
يعتبر فريق الغوص الكويتي من الجهات القليلة التي تقوم باعمال خارقة، وتعمل على انجاز العظيم من الاعمال، منذ ما يقارب عقدا كاملا من الزمن، من دون ضجيج او تطبيل اعلامي او استجداء مالي كما يفعل الكثير من الجهات والاحزاب السياسية في الكويت!!
وقد نجح الفريق منذ ان تأسس بعد التحرير، وبجهود تطوعية مجانية ومن خلال الاعتماد على العنصر الكويتي، في ان يسجل رقما قياسيا دوليا بعدد الزوارق واليخوت التي قام بانتشالها من قاع البحر، حيث بلغ عددها 164 وبطول 6268 قدما وبوزن 6 آلاف طن، كما تضمن عملها انتشال العديد من القطع الخشبية والانابيب الحديدية والشباك والاطارات والتي كانت تسبب الضرر الكبير للبيئة البحرية.
ومن اجل الحفاظ على الشعاب المرجانية من التكسير والتدمير، تمكن فريق الغوص الكويتي من استكمال المرحلة الرابعة من عملية صنع 54 مربطا بحريا موزعة في جزر قاروه وكبر وام المرادم، اضافة الى المناطق البحرية في عريفجان والبنية وبنيدر.
كما نجح الفريق في انهاء المرحلة الخامسة من مشروع المستعمرات الاصطناعية للشعاب المرجانية والاسماك.
كما اهتم الفريق بقضايا الدفاع عن طيور جزيرة كبر وما تتعرض له من اذى على ايدي رواد البحر، كما اهتم بموضوع نفوق مجموعة من الدلافينِ وكان اكبر انجاز للفريق على المستوى العالمي، ما قام به من جهد كبير في عملية انقاذ زوج من السلاحف النادرة في منطقة الشعيبة الصناعيةِ وقد قام الفريق بالمساهمة مع الكاتبة الاميركية فلامينا عبدالباري في انجاز كتاب مصور يبين جهود الفريق في عملية الانقاذ، كما ان للفريق العشرات من الاعمال الفنية والتصويرية والمحاضرات والدورات والافلام المصورة والمشاركات الصحفية والاذاعية والتلفزيونية.
ويتطلع اعضاء الفريق الى ان تقوم السلطات الحكومية بالاعتراف بهم كفريق تطوع وكجمعية نفع عام غير ربحية، وان يتفرغ بعض من اعضاء الفريق لعملهم الانساني والبيئي العظيم، وان ينجح الفريق في زيادة اعضائه، واخيرا ان يتم توفير دعم مادي له اسوة بالعديد من الجمعيات والهيئات الاخرى، والتي يعتبر اغلبها هياكل خشبية لا تعمل شيئا طوال العام.
وكما هو متوقع فقد خلت قائمة الجهات التي قامت بالتبرع لفريق الغوص الكويتي من اية جهة من تلك التي تنشط للتبرع لافغانستان وغيرها!!
ان جهود هؤلاء الشباب جديرة بالرعاية والاهتمام من قبل الادارات الحكومية المهتمة بالبيئة وغيرها من الوزارات، كما ان اعمالهم وانجازاتهم جديرة برعاية اهل الخير، وما اكثرهم، في هذا البلد، فما يقومون بتحقيقه كل يوم لا يقدر بمال ويقدم هدية مجانية ليس فقط لنا بل لكافة الاجيال المقبلة!!
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top