لماذا يا احمد بهبهاني؟

يتولى الزميل احمد يوسف بهبهاني مسؤولية رئاسة تحرير مجلة 'اليقظة' اضافة الى ملكيته لها، كما يتولى عن طريق الانتخاب، مسؤولية رئاسة جمعية الصحافيين.
وبالرغم من ان المجلة، ومن واقع اسمها، تدعو الى اليقظة، وبالرغم من ان شعار جمعية الصحافيين الكويتية يدعو الى ضرورة التحلي بالمسؤولية، ولكن يبدو ان الاخ احمد لا يود العمل بأي من هذين الامرين!!
لقد سبق وان كتبنا اكثر من عشرات المقالات عن المشعوذين وناشري الخزعبلات والمهرجين الذين يستغلون جهل الناس وطيبة قلوبهم والذين يقومون بابتزاز اموال الغير عن طريق الغريب والعجيب من الوصفات الطبية التي لم ينزل الرب بها من سلطان، مسخرة الدين لاهوائها ومطامعها، مساهمة بشكل عنيف في تخلف المجتمع عن طريق اللعب بعقول وقلوب وجيوب عدد كبير من افراده، وخاصة تلك الفئة التي يتوقع المرء منها ان تكون بانية ومربية للاجيال.
حضنت 'اليقظة' قبل سنوات ولاتزال السيد عبدالله الحداد، الذي اختار لنفسه لقب 'شيخ' والذي لم يتوقف يوما عن فتح بيته وصفحات مجلة 'اليقظة' ليقدم ولينشر من خلالهما ما يعتقده من علاج للكثير من الامراض الجسدية والنفسية، ولكن عن طريق البريد في غالب الاحيان، والذي يذكر في زاويته الثابتة في 'اليقظة' أن ما ينشر بها ليس من نسج الخيال ولا هو اختلاق بل قصص من الواقع، وكأني بالمريب يقول خذوني!! ولا ادري كيف عرف الشيخ الحداد بأن تلك الرسائل ليست من نسج الخيال؟؟ علما بانها ترد له بالبريد ويصف لها العلاج على صفحات المجلة دون ان يتمكن من مقابلة الموسوس اوالممسوس او المسكون!!
في رد له على رسالة فتاة تقول فيها 'انها تشعر بتنمل في يديها وتعاني من القشعريرة وبان جنيا يمارس الجنس معها بالليل وبانها التزمت بتعليماته التي تقرأها في مجلة 'اليقظة' وانها اصبحت، طبقا لتلك النصائح تقرأ القرآن، وانها اخذت برش غرفة نومها بماء مقروء عليه بعد ان اصبحت ترى طائرا غريبا ولكن له صوت البومة، ولكنها بالرغم من كل ذلك لم تتحسن صحتها وما زالت ترى ذلك الطائر'!!
وقد نصحها 'الشيخ' من دون ان يفحصها او يعرف عنها شيئا او حتى ان يراها او يطلب منها مراجعة طبيب متخصص، بان تقوم باضافة 'الملح' الى الزيت او الماء المقروء عليه الذي تستعمله وذلك: لكي تستفيد!!
وفي رسالة من فتاة اخرى تقول فيه ان انتظارها قد طال ولم يتقدم احد لخطبتها بالرغم من انها راجعت شيخا فاعطاها برنامجا قرآنيا ولكن دون جدوىِ وذهبت لآخر فقال لها انها قد 'اكلت' سحرا (وهذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها بان السحر يؤكل) فسقاها ماء فتقيأت بقايا ورق وقطع قماش وشيئا آخر لم تعرفهِ وشيخ ثالث عرض عليها ان يفك السحر عنها ولكن بيته بعيد فلم تذهب له!! وكتبت تطلب من الاخ الحداد حل مشكلتها، وهي بالمناسبة مشكلة بليون ونصف بليون فتاة غير متزوجة في العالم!! بين لها الاخ الحداد خطأ ذهابها الى اولئك العرافين!! حيث كان حريا بها ان تلجأ له منذ البداية، حيث نصحها بقراءة آيات السحر لمدة 21 يوما وسييسر الله لها الامر بعدها !! ولك ان تتصور ما سيحدث لايمان هذه الفتاة ان لم تنفع معها وصفة سيدنا الشيخ!!
كما كتبت سيدة رسالة تقول، فيها انها ترى ذيلا اسود طويلا في غرفة نوم ابنها!! فطلب منها تشغيل شريط الاذان من جهاز التسجيل (الياباني او الكوري!!) وسيختفي الذيل!! فان لم يحدث ذلك فما عليها الا مراسلته مرة اخرى!!
لا يمكن تخيل خطورة نشر مثل هذه الخزعبلات والسخافات في مجتمع يكثر فيه السذج، ويعاني من درجة كبيرة من التخلف، وفي شتى الميادين.
ان العلمية لا تحتمل التهاون، ولا يمكن السكوت عنها، فما ينشر من سخيف الاسئلة والتي تتعلق بالجن والعفاريت والمس والعين والشياطين والاقتناع التام بقدرة الشياطين والابالسة على ممارسة الجنس مع بني البشر وغير ذلك من الامور الغيبية، يجب ان لا تترك هكذا، وكأنها من الامور البسيطة والمسلم بها!! وما قد يؤدي اليه الامر، من قناعة لدى الكثيرين، بان من يتصدى لمثل هذه المسائل ما هو الا عالم بها وبطرق علاجها ووضع الحلول لهاِ كما لا يجوز السماح لاي كان باستغلال مشاكل الناس ومصائبهم في تحقيق مآربه والوصول الى غاياته، عن طريق عمل دعاية مجانية له وتكوين قدسية من نوع معين لشخصه!!.
وعليه نحن نربأ بالزميل الفاضل احمد بهبهاني ان تكون مطبوعته اداة لنشر مثل هذه الترهات، وهو الذي سيخوض خلال ساعات انتخابات مجلس ادارة جمعية الصحافيين الكويتية ولمنصب رئيس الجمعية، وهو المركز الذي يتطلب من صاحبه التحلي باقصى درجات الالتزام بنص وروح المسؤولية.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top