وزارة الخارجية. والحزمة الاقتصادية
اصدرت احدى الدول الشقيقة والصديقة، والحبيبة ايضا، قرارا طلبت فيه من كافة الشركات التي تقوم بتصدير البضائع الى تلك الدولة ضرورة تصديق المستندات الخاصة بتلك الشحنات البرية او الجوية او البحرية من سفارات الدولة وقنصلياتها في دول المصدر! ويبدو ان هذا القرار قد اثار حفيظة مسؤولي وزارة خارجية الكويت، فقرروا معاقبة تلك الدولة الصديقة، واوعزوا بدورهم للادارة العامة للجمارك الكويتية برفض تخليص بضائع التجار الكويتيين، ما لم تكن مستندات الشحن الخاصة بمستورداتهم مصدقة من سفارة او قنصلية كويتية في دولة المصدرِ واذا لم توجد سفارة كويتية فيستعاض عن ذلك بسفارة دولة خليجية، وان لم توجد هذه فيمكن قبول تصديق المستندات من سفارة دولة عربية، ولا استثناء لذلك القرار الهمايوني ووضعه موضع التنفيذ الفوري دون امهال او اهمال!!
ويبدو ان الادارة العامة للجمارك، قد قررت احراج وزارة الخارجية، فلم تتردد في وضع القرار موضع التنفيذ الفوري وتم رفض مئات المستندات وتأخير تخليص مئات الشحنات لمجرد ان اصحابها لم يقرأوا الغيب ولم يعلموا بقرار وزارة الخارجية قبل ان يصدر، وهذا امر مضحك بالطبع، ان لم يكن من المستحيلات السبع.
بعد شكاوى وتدخلات وخسائر، قررت الادارة العامة للجمارك وبمبادرة من مديرها العام ايقاف العمل بالقرار مؤقتا لكي تتم دراسة تأثيراته الجانبية وما سيتسبب فيه من مشاكل كبيرة للمستوردين، وما سينتج عنه من تكاليف كبيرة سوف يتحملها المستهلك اولا واخيرا!! فعلى سبيل المثال، يفترض بمصدر البضاعة من دبي ارسال مندوب لابوظبي مثلا للتصديق على مستندات البضاعة التي يرغب في تصديرها الى الكويتِ ويفترض ان يقوم مصدر البضاعة في الدمام بارسال مستندات الشحن الى الرياض لتصديقها، وهكذا الامر في بريطانيا والولايات المتحدة مع الفارق ان الخدمة البريدية في الدول الاخرى تجعل المهمة اقل تكلفةِ ما يزيد الموضوع سوءا ان ما تتقاضاه السفارات الكويتية من رسوم يفوق تلك التي تقوم سفارات دول عربية اخرى بتحصيله!!
وعليه فمطلوب تدخل الجهات المعنية بالامر كالادارة العامة للجمارك وغرفة التجارة وادارة حماية المستهلك في وزارة التجارة، وربما ممثل من وزارة الخارجية، وهي التي تسببت في المشكلة في الاصل والتي دخلت طرفا في موضوع الحزمة الاقتصادية وجعلها اطول مما هي عليه، والاجتماع بصورة عاجلة لوضع حد لهذه الفوضى!!
نتمنى من القلب والفؤاد تجنب التسرع في اتخاذ القرارات العشوائية مستقبلا من دون ترك مجال لمن سيتأثر بها لكي يقوم بأخذ الاحتياطات اللازمة!!
نعلم جيدا بان ما نتمناه ونأمل به سوف لن يحدث، ولكن علينا التمني والتحلي بالصبر والامل وعلى الاخرين الفعل!!
احمد الصراف