هشام العتيبي ودولة طالبان
رن جرس الهاتف في مكتبي وكان على الطرف الآخر صديق من رجال الأعمال المعروفين والذي أخبرني بأنه قد قام مؤخرا باستثمار مبلغ يقارب نصف المليون دينار في مشروع تجاري مخصص للسيداتِ ومن أجل الترويج للمشروع قام بتخصيص مبلغ كبير آخر للحملة الإعلانية، وقام من أجل ذلك بالاتفاق مع شركة دعاية وإعلان بريطانية معروفة للقيام بعملية الترويج لمشروعه الجديد.
بعد دراسات ومشاورات ولقاءات وسفر وتصميم وتصنيع فوجىء صاحبي بأن الادارة المعنية في دولة 'طالبان'، آسف في دولة الكويت، تمنع بل تحرم وضع صور نساء في إعلانات الطرق بحجة أنها مثيرة للغرائز!! والتحريم يشمل التقاطيع العامة للجسد والوجه!! ولكن استثناء من ذلك يمكن استخدام يد المرأة في الإعلانات وتصويرها، أي اليد فقط، وهي تسحب مثلا سيجارة من علبة سجائر موضوعة على ظهر حصان افرط اشهب اصهب ابلق!! أو صورة لطرف من قدمها وهي ترفس أفكارا سخيفة مثل هذه!!
يقول صاحبي أنه حاول جاهدا اقناع المسؤول بأن الأمر ينطوي على إجحاف كبير في حقه، حيث لم يسبق له ان سمع بوجود مثل هذا الحظر أو المنع الغريب!! وكان من الممكن ان لا يقوم بصرف كل تلك الاموال على الحملة الدعائية لو كان يعلم مسبقا بوجود قرار 'شفوي' يمنع مثل هذه الأمور، أما ان يتم وضع هذه الأمور في الصدور فهذا ما لم يخطر له على بال!!
أنهى صديقي المحادثة بمجموعة من الآهات والحسرات وختم كل ذلك بمجموعة أخرى من اللعنات على الطريقة العقيمة التي يتم بها تسيير الكثير من الأمور، والتي يعتقد بأنها ستؤدي بنا الى وضع يقارب، أو ربما يماثل، الوضع في دولة 'طالبان'، وربما تكون إعلانات الصابون الأكثر بياضا، والتي تظهر فيها نساء مسلمات ناصعات البياض في تلفزيونات المنطقة ومنها الكويت، الهدف الجديد لممثلي 'طالبان'!!!
ومنا إلى الأخ الكريم هشام العتيبي، وزير التجارة الجديد، الذي نأمل تحقق الكثير على يديه، والذي وعدنا بتطوير التجارة والقضاء على ما يقف في طريقها من عراقيل!!
أحمد الصراف