فوائد وصول السلفيين إلى الحكم
يتوجس كثيرون خيفة من وصول السلفيين، أو المتشددين دينيا، إلى الحكم، ويخشى بعضهم الآخر على وضعه وعمله، وهم معذورون في ذلك، ولكن الحقيقة أنه متى ما وصل هؤلاء إلى حكم اي بلد كان، خاصة إن كان في مثل أوضاع دول الخليج المتخمة بالأموال والنصابين والعمالة الوافدة غير المفيدة، فسينتج عن ذلك خير كثير! ففور وصول هؤلاء إلى الحكم سيقومون بإغلاق أكثر من نصف مدارس الدولة الخاصة بتعليم البنات. كما سيلغون الجامعات الحكومية والخاصة، وهذا سيحدث وفرا هائلا في ميزانية وزارة التربية، وسيتم الاستغناء عن دفع رواتب عشرات آلاف المدرسين والمدرسات من الوافدين بالذات، وسيتم تحويل مباني مدارس الإناث الخالية إلى معسكرات تدريب لقتال و«ذبح» أتباع المذاهب الأخرى المارقين. كما ستغلق كل صالونات الحلاقة النسائية ومعاهد الرياضة للرجال والنساء، وهنا أيضا ستوفر الدولة، وإن بطريقة مباشرة رواتب هؤلاء وطبابتهم وتتخلص من متابعة قضاياهم الأمنية. كما ستقطع نصف دول العالم او اكثر علاقاتها مع الدولة، وهذا يتبعه إجراء بالمثل، وبالتالي ستوفر إيجارات عشرات السفارات ورواتب ومكافآت عشرات آلاف العاملين فيها. كما ستقوم السلطة السلفية بإغلاق كل النوادي الرياضية والجمعيات النسائية والثقافية والادبية، التي عادة ما تتلهى بأعمال تسمى بالعلوم الاجتماعية أو الهندسية، فجميعها لا حاجة للبشر لها تحت مظلة الدولة السلفية، وبالتالي سيتحقق وفر بالملايين نتيجة وقف مبالغ الدعم التي تمنح لها، ويمكن تحويل مقار هذه الجمعيات لإنشاء مزيد من دور دراسة وتحفيظ الكتب الدينية، وكتب السحر والطبابة القديمة، وطباعتها وتوزيعها مجانا، وبالتالي يصبح الشعب بأكمله صاحب ثقافة سلفية صلبة. كما ستختفي أعمال النصب والاحتيال، بعد ان يجد مرتكبوها أنشطة اقل خطرا، من خلال الانخراط في سلك الدعوة، مع ما يتطلبه ذلك من زي ولحية، وتحقيق ثروة واحترام كبيرين! كما ستغلق القنوات التلفزيونية، وتلغى برامج ما يتبقى منها، وتقتصر على الافتاء ونقل الصلوات. كما سيتوسع في الطبابة الدينية والماء المقروء عليه والحجامة في علاج مختلف الأمراض، وهنا ايضا يمكن توفير مئات الملايين التي تصرف على العلاج في الداخل والخارج. كما ستغلق محال الملابس النسائية ويطرد العاملون فيها، من الذكور والإناث، بعد ان يصبح محظورا على النساء الخروج من البيت. وسيختفي تجار المخدرات من شوارع المدينة، بعد ان تنتقل مهمة ترويجها وزراعتها وبيعها واستخدامها إلى المزارع نفسه ومباشرة إلى المستهلك، فلا شيء في الفكر السلفي يحرم زراعة أو بيع او استخدام نبتة الخشخاش، الواسعة الانتشار، زراعة واستخداما، في أفغانستان وإيران وباكستان.
كما ستختفي وظائف مكلفة كثيرة في الدولة من مراسيم واحتفالات رسمية وإدارات الشؤون الخارجية، وحتى السجون التي لم ينص عليها في أي نص ديني، فالشرع يأمر بالقصاص الفوري، وليس بالعقاب الزمني، فلم تعرف الدولة الإسلامية سجونا وسجانين، مع ما يتطلبه الأمر من توفير الحراسة والمبنى والطعام للمساجين.
وهكذا نرى أن هناك حسنات جمة يمكن ان يجنيها المجتمع من وصول السلفيين إلى الحكم، ولا يتسع المجال لذكرها جميعا.