مسلسل الخيانة

عندما كان الأديب الإيرلندي "برنارد شو" يراقص امرأة جميلة قال لها بأنه على استعداد لأن يعطيها مبلغا كبيرا إن قبلت أن تضاجعه. هزت المرأة رأسها بالموافقة. وبعد ساعة من المسامرة قال لها الكاتب الكبير بأنه يود ان يعترف لها بأنه لا يكسب الكثير من الأدب، وبالتالي فإن كل ما بحوزته لا يتعدى مبلغا صغيرا! فنظرت هذه له بغضب وقالت: وهل تظنني عاهرة؟ فرد "شو" قائلا: لا أعتقد أننا مختلفون على ذلك، إننا مختلفون على المبلغ فقط.
      ***************************************
ليس هناك خلاف، حتى لدى أكثر الإخوان تشددا أو لينا، أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين قام في العام 1990، بقيادة مرشده "مأمون الهضيبي" بحملة شرسة، مستخدما آلية "السمع والطاعة"، ضد قيام الولايات المتحدة وحلفائها بعملية تحرير الكويت! وحصل حينها على موافقة وتأييد كافة فصائل وتنظيمات الإخوان في جميع الدول العربية، بما فيها الكويت، لفكرة قيام قوات إسلامية بعملية التحرير! وبالتالي فإن الخلاف لم يكن يوما فيما إذا كان تنظيم الإخوان العالمي، بكافة فصائله، قد خان الكويت وتنكر لقضيتها ولكل ما قدمته له من دعم ومال، بل الخلاف كان دائما على من تكلم ومن خرس ومن وقع ومن امتنع ومن غاب ومن حضر. وخير شاهد على خيانة التنظيم العالمي للكويت تبرؤ "بعض" أعضاء فرعهم في الكويت منه بعد التحرير مباشرة. وبالتالي من المثير للاستهجان، بعد كل هذه الأدلة الدامغة، إصرار بعض فلول "إخوان الكويت" على الوقوف إلى جانب إخوان مصر وتونس والأردن وليبيا وتأييد مواقفهم الحالية، وهم الذين سبق وأن كانوا، بنفس قياداتهم تقريبا، ضد الكويت وعملية تحريرها من الاحتلال الشرس!
                *************************************
إن التعذر ببراءة بعض إخوان الكويت من تهم "الخيانة" التي وردت في كافة مقابلات المرحوم "سعود الصباح"، والقول أنهم لو كانوا كذلك لما قامت السلطة بعد التحرير بتقريبهم، أمر مثير للضحك! فالسلطة، بشهادة الشيخ سعود نفسه، أو أعضاء مؤثرين فيها، هي التي مكنت الإخوان أصلا من الوصول لما وصلوا إليه، تنظيما ومالا وشركات وشبكات وتمددا وفروعا، وهي التي حمتهم، ولا تزال تحميهم، وهي التي فرضت منهم من شارك في وفد الصداقة الذي زار واشنطن وليطلب، بكل سخافة، وبحضور وفد الكويت الشعبي بشخصياته المعروفة، من مساعد وزير الخارجية الأمريكية، وقف تدخل أمريكا عسكريا في عملية تحرير الكويت! وأسماء الوفد الشعبي موثقة، ولم ينكر أحد منهم يوما ما نسبه الشيخ سعود لذلك "الإخونجي" من سوء تصرف وقول، خالف بها مواقف القيادة وبقية أعضاء الوفد!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top