كتب الزميل خليل على حيدر مقالين مفيدين بين فيهما رأي المتدينين بصورة عامة والأخوان والسلف بصورة خاصة في التصوير الفوتوغرافي . وبين في بحثه الموسع نسبيا نظرة هاذين الحزبين السياسيين إلى صورة المرأة بالذات وأحكام نشرها في مجلاتهم وصفحاتهم وملاحقهم الدينية . وقد بين هجوم " سفيه " الجماعة العلمية على محتوى ذلك المقالين صحة ودقة ما ورد بهما من معلومات قيمة عرت الكثير من الأمور التي كانت خافية على الكثيرين .
وقد تذكرت بهذه المناسبة ما كتبته قبل سنوات أربع تقريبا عن ذلك الإعلان الذي قامت إحدى الشركات الطبية الجديدة بنشره والذي تعلق بقيام الشركة بتوقيع اتفاقية مع الحكومة الأمريكية في حينه تقوم هذه بتمويل دراسة الجدوى الاقتصادية لإقامة مستشفى أمريكي حديث في الكويت . وقد تضمن الإعلان الذي نشر في كافة الصحف اليومية وعلى صفحة كاملة وبالألوان صور تذكارية لحفل التوقيع مع أسماء وصور قديمة وباهتة جدا لبعض أشهر أطباء وممرضات المستشفى الأمريكي الذي سبق وأن عملوا فيه في بداية القرن الحالي وحتى منتصفه . وذكر الإعلان بأن أسمائهم ستطلق على بعض أجنحة المستشفى تكريما لما قدموه من خدمات طبية وإنسانية لأهالي الكويت قبل أكثر من نصف قرن !!
قامت إدارة الإعلان في مجلة المجتمع ، لسان حال جمعية الإصلاح الاجتماعي والمنبثقة عن تنظيم الأخوان المسلمين العالمي ، بالاتصال بأصحاب الشركة المعلنة وطلبوا منهم " التكرم " ونشر ذلك الإعلان في مجلتهم . وافق المدير المسئول على مضض وبعد الاتفاق على التكاليف قام المدير بإرسال نص وصور الإعلان لهم لنشره . وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها المدير قيام رآسة تحرير مجلة " المجتمع " بالاعتراض على وجود صور نساء غير محجبات في الإعلان ، وهو الأمر الذي يخالف " مثل " ومبادىء " المجلة الوقورة !!
حاول مدير الشركة أن يشرح لمسئول المجلة أن تلك الصور لسيدات كبيرات " جدا " في السن والمقام في قلوب الكثيرين من كبار السن وصغارهم . وأنهن قد غادرن هذه الحياة منذ مدة طويلة جدا !! وربما قامت واحدة أو أكثر منهن ب " الكشف " الكامل وتقديم العلاج الأكمل لواحد أو أكثر من القائمين على إصدار المجلة ، عندما لم يكن بالكويت تعقيد وتزمن وظلام وكانت اكثر إيمانا مما هي عليه اليوم !!
أصر السيد المسئول على رأيه وأصر على أن ينشر الإعلان في المجلة كما يرون ويعتقدون . وهنا قام مدير الشركة بإيقاف مشروع النشر وحمل أوراقه ليغادر المكتب فتقدم مسئول مجلة المجتمع بتقديم اقتراح مضحك يتلخص بقيام المجلة بعمل " رتوش فنية لتلك الصور القديمة و " المغبشة " بحيث يتم فيها تغطية شعر تلك السيدات الكبيرات في السن ، واللواتي توفين منذ عقود طويلة ، بحجاب عصري !!
وبعد شد وجذب وافق الطرفان على أن ينشر الإعلان دون أن يتضمن صور الممرضات والاكتفاء بوضع مربعات خالية مكان الصور وكتابة أسمائهن تحت المربع !!
وهكذا تكون إدارة الأحزاب السياسية وإلا بلا ، وإلا فلا !!!