لا تستطيع أية حكومة في العالم ، مهما تعددت أجهزتها أو كبرت سيطرتها أن تقوم بكافة ما يتطلبه أمر العناية والاهتمام بصحة ورفاهية وثقافة مواطنيها . ولهذا تقوم العديد من الهيئات غير الحكومية أو ( non govermeny‎tal insitutions ) بالأعمال المساندة والمكملة لجهود الحكومة في العديد من المجالات كالاتحادات العمالية والنقابات المهنية وجمعيات النفع العام عموما .
ويقاس تقدم الأمم بتعدد مثل هذه الأجهزة ودقة تغطيتها للأنشطة التي لا تستطيع الحكومة تقديم يد العون والمساعدة فيها . وكلما تأخرت الحكومات في توفير الغطاء الشرعي والمادي لهذه المنظمات كلما أصبح المطلوب منها تأديته من أعمال أكثر تعقيدا وكلفة ، هذا مع الافتراض أن باستطاعة الحكومة القيام بأي عمل بصورة جيدة ودقيقة .
                          *********************
تعتبر الرابطة الكويتية لداء السكري من الجهات التي تجاهلت الحكومة بكافة أجهزتها ضرورة وجودها الرسمي والقانوني على أرض الواقع . ولم تقم ، لأسباب لا ذنب لعشرات الآلاف من مرضى السكر من المواطنين والمقيمين ، بالاعتراف بهذه الجمعية وبالدور الإنساني الكبير الذي تعجز الحكومة بكافة أجهزتها عن القيام به .
تم تأسيس الرابطة الكويتية لداء السكر قبل أكثر من عامين ، وقد واجهت منذ تأسيسها وحتى اليوم الكثير من المشاكل مع الجهات الحكومية . وقد نجحت في تأدية العديد من الخدمات الهامة والضرورية جدا في كافة المجالات بالرغم من تواضع إمكانياتها وافتقادها لمقر دائم ومساعدة حكومية متواضعة ، وما كان لها أن تستمر طوال هذه الفترة لولا الجهود الجبارة لمؤسسيها ولمجلس إدارة الرابطة وللدكتور عبدالله بن نخي والدكتورة منيرة العروج بالذات لدورهم ولمساهمتهم الكبيرة في نشر الوعي عن هذا المرض اللعين وأعراضه الجانبية الخطيرة .

إن من عادة الحكومات ، وخاصة في الدول المتخلفة ، التحرك في الوقت الذي يصبح فيه التحرك غير ذي معنى ، هذا إذا تحركت أصلا . والحكومة هنا ووزارة الصحة بالذات غير ملزمة أن تنتظر إلى أن يتحول هذا المرض الخطير إلى وباء عام لكي تقوم بمد يد العون لهذه الرابطة وتحويلها إلى جمعية معترف بها . فهي وبشهادة من يتولى أمر وزارة الصحة أعجز من أن تقوم بكافة ما يتطلبه أمر مكافحة هذا المرض أو غيره ، وتوعية المواطنين بأخطاره ونشر الوعي للوقاية منه وتوفير كافة ما يستجد من طرق علاج ومعلومات عنه بمفردها ، بل تحتاج إلى جهود كافة المخلصين الخيرين .
فيا حكومتنا الرشيدة يرجى التحرك قبل فوات الأوان فهذه مشكلة تخص عشرات الآلاف من البشر بما فيهم مالكي الإبل  .
أحمد الصراف 13/11/98