السيد فؤاد ، يرجى إلغاء كل ما سبق وأن أرسل لك بهذا العنوان ، وشكرا
عبدالله العالي وعبدالله الثانوي
كتبت قبل فترة عن مشكلة أبن لقريب لي والذي أنهى دراسته الجامعية في الولايات المتحدة على نفقة الحكومة الكويتية في مجال إدارة الفنادق والذي بقي من غير عمل لفترة تزيد عن الستة أشهر كاملة !! وربما يكون هذا الأمر محمولا إلى حد ما ولكن الغرابة فيه أن اختياره لذلك التخصص جاء بناء على إصرار من وزارة التعليم العالي والتي قامت بتطبيق تلك السياسة بناء على توصيات رسمية انبثقت عن اجتماع عقد بعد التحرير بعامين تقريبا بين مسئولي الفنادق والمشروعات والسياحة في البلاد والتي تم على أساسها الطلب من التعليم العالي إرسال مجموعة من الشباب الكويتي للتخصص في إدارة الفنادق لسد النقص الكبير في سوق العمل في هذا التخصص ، وكيف انه أختار ذلك التخصص بناء على توجيه وتأكيد من وزارة التعليم العالي بالذات بأنه سيجد عملا ممتازا فور إنهائه لدراسته الجامعية. وعندما عاد صاحبنا بعد سنوات أربع أكتشف أن النفوس ، وليس الخطط التي لم تكن موجودة أصلا ، قد تغيرت . فقد رفضت كافة الفنادق الحكومية وغيرها تشغيله ، ولم يسمع غير الوعود الكاذبة من شركة المشروعات السياحية وإدارتها ، وهي الجهات نفسها التي سبق وأن طلبت من وزارة التعليم العالي إرسال تلك المجموعة لدراسة ذلك التخصص ، وأذكر هذا على ذمة السيد عبدالله الصانع ، الوكيل المساعد في التعليم العالي ، بعد أن أخبرته بمشكلة قريبنا !!
تذكرت كل ذلك وأنا أقرا تصريحا لأحد كبار مسئولي وزارة التربية يعلن فيه ، وبعد سبعين عاما على انتظام التعليم في الكويت ، بأن الوزارة العتيدة ستقوم بالاستفادة ، قدر الإمكان ، من تجارب الدول المتقدمة في ربط التعليم بسوق العمل وباحتياجات التنمية !!
واستطرد السيد المسئول ، الذي شارك في اجتماعات مسئولي التعليم الثانوي بالرياض ، بالقول بأن أذهان أعضاء الوفد ، و بعد استعراضهم لتجارب الدول المتقدمة ، قد تفتحت وأن الأنظار قد اتجهت لتحديث التعليم !! ولا ادري أين كنا طوال هذا الوقت ؟؟ ومن يجب أن يحاسب على كل هذا التخلف الذي نرتع فيه ؟؟ وهل سيصدق أي عاقل بأننا سنستفيد من تفتح أذهان أعضاء الوفد المشارك في ذلك المؤتمر على تجارب الدول المتقدمة ونقوم بتحديث التعليم وربطه باحتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية ومن نفس أولئك المسئولين الذي فشلوا وفي الساعة الثالثة والعشرين من يوم كذا في معرفة عدم وجود أماكن كافية في مراحل التعليم المتقدمة ليس لعشرة أو مائة من خريجي الثانوية بل للآلاف منهم !!!
والأغرب من كل ذلك ما أعلنه د. محمد الشريف ، عميد كلية الشريعة ، عن قرار الكلية بإنشاء فصول جديدة ضمن خطتها الخمسية لكي تستوعب الزيادة المطردة في أعداد المقبولين بالكلية !! هذا مع العلم بأن المئات من خريجي هذه الكلية بالذات هم من غير عمل حاليا فكيف نتوسع في فتح فصول جديدة ، وهل أصبح صرف الأموال على هذه الفصول الجديدة هو استثمارنا الأحسن في وضعنا المالي والعلمي الحالي والمستقبلي المؤسف والمتخلف جدا ؟؟
لا نريد أن نستطرد في الكلام فالحديث في هذا الموضوع أكثر من مؤلم ومغم ويكفينا ما نحن في من هم وتعاسة بفضل جهود السلفيات العلمية والجاهلة منها !!
أحمد الصراف 16-11-98