العزيز " سروان بن درمان "
تقدم " سروان بن درمان " ، والمولود في إحدى الدول التي احترنا في تسميتها وتصنيفها ، والذي يحمل جنسية وجواز سفر دولة أوربية ، بطلب لالتحاق عائلته به . بعد تأخير وتسويف ومماطلة ، إضافة إلى عشرات الوعود المسبوقة والمنتهية بإنشاء الله يصير خير ، عرف السيد " بن درمان " بأن زوجته التي لا تزال على جنسيتها الأصلية ممنوعة من دخول البلاد لمجرد أنها " ضدية " !!!
لم يترك رئيس الشركة ، التي يعمل بها ، من وسيلة وواسطة إلى ولجأ إليها من أجل الحصول على إذن التحاق بعائل لزوجة العزيز " سروان " ، والذي يشكل وجوده العمود الفقري لإدارة الاستثمار في تلك الشركة المملوكة لأفراد وشركات ومؤسسات حكومية . ولكن وبعد مرور ستة أشهر كاملة تبين أن الأمر أعقد بكثير مما كانوا يتصورون ، وربما كان في وجود السيدة أم درمان في الكويت خطر على أمنها وسلامتها ، أي الكويت !!!
في يوم خال من أية نسمة باردة تقدم العزيز سروان بكتاب استقالته من الشركة . وقع خبر الاستقالة المفاجأة كالصاعقة على رأس رئيسها ، وسأله عن سببها فقال له سروان بأن الكويت ليست باريس أو روما وهو لا يستطيع بالتالي أن يعيش بدون زوجة أكثر من ذلك ، خاصة بعد أن أكتشف صعوبة زيارة بلد زوجته بين الفترة والأخرى ، بسبب ما يجب أن يعانيه من مشقة ومعاناة و " بهدلة " في كل مرة يفكر فيها شخص مثله في السفر من دولة عربية وإلى أخرى لا توجد بينهما خطوط طيران مباشرة ، والاضطرار بالتالي إلى المرور من خلال دول أخرى تحكمها أجهزة قمعية لا تشبع من طرح آلاف الأسئلة السخيفة المعتادة وجمع آلاف أخرى من الأجوبة الأكثر سخافة .
تقبل رئيس الشركة الاستقالة على مضض وقبل أن يقوم بتوقيع الكتاب سأله عن الدولة التي سيذهب للعمل بها خاصة وأن احتمال عودته لوطنه الأصلي مسألة غير واردة . ففاجأه العزيز سروان مرة أخرى بالقول بأنه سوف لن يغادر الكويت !! فقد وجد عملا لدى صندوق إقليمي تسمح " قوانين " تأسيسه لزوجته " الضدية " بالحضور إلى الكويت فورا وبدون أية شروط أو قيود !!!
وهكذا ، وبمجرد التحاق العزيز " سروان " للعمل بالصندوق فقد أصبح فجأة وجود زوجته في الكويت لا يشكل خطرا على أمنها !!! لا تعليق .
أحمد الصراف