مسكين هذا البلد

منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو يشكو من ضمن أشياء أخرى ، من أحد أو كل الأمراض التالية :
الضيق المستمر ، الصداع الدائم ، الوسواس ، الكوابيس ، عدم الوفاق الزوجي أو الأسري ، عدم النجاح في العمل ، الخمول ، القلق و التوتر العصبي !!!
وقد ازدادت حدة مثل هذه الأمراض والأعراض مع التقدم المدني وتشابك أمور الحياة وصعوبة التفاعل مع العديد من المتغيرات التي غمرتنا من حيث ندري ولا ندري . وقد قامت العديد من المعاهد العلمية والطبية والجامعات والمختبرات ومن خلال جهود عشرات آلاف الخبراء والأطباء بالعمل لملايين الساعات لإيجاد مختلف أنواع العلاج لمثل هذه الأمراض أو المشاكل النفسية ، سواء عن طريق المعالجة النفسية أو عن طريق الأدوية المهدئة أو المسكنة أو المعالجة . وقد أنفقت مئات مليارات الدولارات ، بدون مبالغة ، على الأبحاث وطرق العلاج والأدوية والمصحات ومراكز العلاج المتخصصة . ولا يزال أمام شركات الأدوية وعلمائها من أطباء وأخصائيين سنوات طويلة من العمل والبحث والعرق والجهد المتواصل للوصول إلى ما يمكن عن طريقة القضاء على مثل هذه الأمراض أو على الأقل التقليل من حدتها ومن آثارها الجانبية !!
كدأب كبار " علمائنا " في مثل هذه الأحوال فإنهم لم يسكتوا ولم يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون ما يعانيه بني الإنسان من عذاب وضيق وصداع ووسواس وكوابيس وقلق وخمول جنسي ، وما يروه أيضا من عجز العلماء والأطباء الغربيين في تقديم حلول نهائية وسريعة لمثل هذه الأمور ، فقد قاموا بتجميع جهودهم في الفترة الأخيرة وقرروا عدم انتظار نتائج أبحاث وأدوية الغرب بل قرروا فتح خطوط هاتف ساخنة لمعالجة هذه الأمور بالرقية الشرعية !!!
والغريب ، وليس هناك بغريب في بلد الغرائب والعجائب ، أن يحدث هذا الاستغلال لمشاكل الناس وأمراضهم بالإعلان عن طرق العلاج غير المرخصة هذه وبكل صفاقة في صحف الإعلانات تحت سمع وبصر مسئولي وزارات الصحة والداخلية والتجارة والإعلام دون أن يحاول وزير أو وكيل أو مسئول من مسئولي هذه الوزارات الأربع وغيرها من الهيئات الرسمية التحرك وسؤال هؤلاء المشعوذين عمن سمح لهم ورخص لهم وأدخلهم البلاد لقيام بمثل هذه الممارسات واستغلال مشاكل البسطاء من البشر !!!
ولقد صدق الشيخ صباح بأحمد عندما قال : مسكين بلد هذا مجلسه وهذه حكومته !!!

الارشيف

Back to Top