مسلسل " السير الذاتية "
الأخ فؤاد ، لقد قمت بتغيير بعض المقاطع التي أعترض عليها د. أحمد …. الرجاء محاولة نشر المقال في عدد الغد الأربعاء
مسلسل " السير الذاتية "
كتبت قبل أسبوع عن ذلك العالم الكويتي الفذ الذي اختاره المركز العالمي للسير الذاتية في كيمبريدج كواحد من أكبر العلماء المميزين في القرن العشرين !! وبينت في المقال أن بإمكان أي شخص كان الحصول على ذلك " الشرف العلمي " الكبير متى ما عرف عنوان "مؤسسة السير الذاتية" ودفع 160 جنيها إسترلينيا للحصول على شهادة وميدالية تثبت " إدراج " اسمه في دليل المؤسسة السنوي !!
وبالرغم من أنني قد قمت شخصيا بتقصي أمر تلك المؤسسة العالمية ، وبيان حقيقة أنها تعمل على استغلال ما لدى البعض من حب للشهرة المزيفة ، وما لدى الكثيرين من عقدة نقص شبه فطرية اتجاه كل ما يأتي من الغرب في شكل شهادات أو تزكيات علمية ، وبالرغم من أنني ذكرت اسم الشخص المعني إلا أن الصحيفة ارتأت حذف اسم ذلك العالم ووظيفته في معهد الأبحاث تجنبا لأي نوع من أنواع الصداع القانوني !!
لم يكد حبر تلك المقالة يجف حتى قامت القبس في اليوم التالي بنشر تقرير من مكتب الصحيفة في القاهرة يعلن " فوز الدكتور ( فلان ) بجائزة القرن العشرين ل " البيئة " !!!
بعد قراءة الفقرة الأولى من التقرير نكتشف أن الدكتور قد تم " اختياره " للفوز بجائزة رجل القرن العشرين من بين علماء 80 دولة ، وليس هو الفائز !! والفرق واضح وكبير جدا بين " فوز " و " الاختيار للفوز " !!!
المهم في الموضوع أن من رشح الدكتور للفوز بجائزة القرن هو نفس المركز العالمي للسير الذاتية في كيمبريدج ببريطانيا ، والذي يبدو أن القائمين عليه على إطلاع تام بنوعية " علمائنا الأفذاذ " !!
علما بأنه مركز غير ذو أهمية ، كما سبق وبيننا في مقالنا السابق ، فمهمته تنحصر في استقبال الطلبات من أي طرف أو جهة ، وإدراجها في دليله السنوي دون دراسة أو بحث أو تمحيص . وليس من مهام المركز ترشيح أحد لأية جائزة كانت ، فدوره لا يزيد عن دور دليل الهاتف مع الفارق أنك غير مجبر على أن تكذب على السلطات عند إيراد بيانات رقم الهاتف والأسباب معروفة بالطبع !!!
الطريف في الموضوع أن ما ذكره الدكتور العربي الذي يعمل في جامعة الزقازيق ، في مقابلته مع مندوب " القبس " الدكتور المصري ، وبكل فخر من أن اسمه مدرج في سجل المركز العالمي لرصد السير الذاتية ، يتناقض مع ما ذكره زميله " الدكتور " الكويتي بكونه المسلم والعربي والخليجي الوحيد الذي ورد ذكره في دليل السير . والأمر الطريف الآخر الذي أكده الدكتور العربي ، والذي قد يكون من العلماء المميزين ، بأن أبحاثه في حماية البيئة تغني عن اللجوء للخبراء الأجانب ، والذين وصفهم بأنهم لا يترددون في إجراء تجاربهم بعيدا عن بلادهم ولا يجدون حرجا في تلويث سمعتنا قبل بيئتنا !! فإذا كانت هذه نظرته وفكرته عن الأجانب فلماذا لجأ إذا لمركز أجنبي ليقوم بمهمة " اختياره " لمركز رجل القرن العشرين في البيئة ؟؟ وأين يقوم بإجراء أبحاثه ؟؟ وهل ينتج عنها أي تلوث للبيئة ؟؟ وما هي التجارب التي قام بها العلماء الأجانب والتي نتج عنها تلويث " سمعتنا " قبل بيئتنا ؟؟
نرجو من مندوب جريدة القبس في القاهرة الحصول على إجابة لبعض وليس لكل تساؤلاتنا أعلاه .
كما نرجو من محرري الصفحات العلمية في القبس التأكد من حقيقة أية ادعاءات علمية تصلها من مرا سليها في الخارج قبل القيام بنشرها ، فضرر نشر مثل هذه الأمور أكبر من نفعها ، هذا إذا كانت هناك أية منفعة أصلا من تأصيل " عقدة الخواجه " !!
احمد الصراف