ابن الوليد واعلاف الماشية
يعتبر الجزء المعتمد من تقاطع البنوك (دوار العبد الرزاق) والي دوار مخفر الشرق من شارع احمد الجابر من اكثر شوارع العاصمة ازدحاما واستعمالا ليلا ونهارا , بالرغم من ذلك تملا الحفر والاخاديد الصغيرة وسطه وكافة جوانبه , وكلما مررت فيه تذكرت جسد خالد بن الوليد الذي لم يبق شبر فيه من غير طعنة رمح او ضربة سيف .
وبالرغم من اهمية الشارع من ناحية التسمية والموقع وكثرة الاستعمال الا ان يد الاصلاح لم تمتد له منذ اكثر من 35 سنة !!! وقد قامت ادارة الصيانة مؤخرا فقط بردم بعض الحفر الكبيرة جدا فيه وامام مخفر الشرطة بالذات وبعض الامتار المربعة الاخري .
هذا من جهة , ومن جهة اخري قامت اليات وزارة الاشغال التي لم يعرف الفساد المالي والاداري طريقه الي اروقتها ونفوس بعض كبار مهندسيها حتي الان , بازالة كافة قطع "الكربستون" واسفلت الشوارع منطقة ضاحية عبد الله السالم واستبدلتها بقطع رصيف واسفلت جديد . حتي مواقف سيارات الجمعية التعاونية , التي لم تكن تشكو من اي تلف لم تسلم من اعادة التزفيت والتبليط !
يعتبر شباب هذا الوطن عماد مستقبله , كما كان قبل النفط وفي عهد النفط وبعد ان ينضب النفط , ومن الصعب تخيل اعتماد الدولة علي غير شبابها في القادم من الايام والسنين , ولكن من الصعب الاعتماد علي شباب لا يملك سلاح العلم , فبدونه لا يمكن تمييز شباب اي وطن عن شباب قبائل الامازون .
بالرغم من بديهة هذا الامر , بالرغم من عجز وتخلف وسائل التعليم العالي لدينا وعدم كفايتها في توفير المهارات التعليمية والعلمية المطلوبة , الا اننا نري وزارة التعليم العالي قد قامت مؤخرا اسوة ببقية وزارات الدولة بتقليص موازنة البعثات واقتصار عملية الابتعاث علي تخصصات تافهة معينة !! وهذا من جانب , ومن جانب اخر قامت الحكومة وبناء علي رغبات وضغوط جهات "حبيبة" بزيادة الدعم لاعلاف الماشية , وذلك لاعتقاد البعض بان عماد الوطن بعد نضوب النفط سيكون في رعي الابل وتربية الماشية .
هذان مثالان صارخان يدلان علي ضياع بوصلة الاولويات في بلد "انا اكل اذن انا موجود" ولا اعتقد ان الامر يحتاج الي تعليق منا !!