المنتزه اللاقومي

امرت الدولة مشكورة بتسييج منطقة كبيرة شمال الكويت وخصصتها كمنطقة محظور ارتيادها بموجب القانون .
وقامت بعمل سياج مزدوج مسنود بركائز حديدية مغمورة بكتل من الكونكريت وذلك لكي تمنع "البشر" والحيوانات من دخول المنطقة ولكي تتاح الفرصة للنباتات والحيوانات البرية والطيور للعيش والتكاثر بسلام وبعيدا عن عبث البشر وشرهم .
قامت مجموعة كبيرة "جدا" من المواطنين المخلصين لبيئة هذا الوطن والمحبين لطبيعته بعمل فتحات كبيرة ضمن ذلك السياج لتمكين خرافهم وجمالهم من المرور من خلالها للاستفادة من العشب الاخضر والشجيرات البرية الصغيرة التي غطت كامل تلك المنطقة المحظورة بعد ان نجحت الدولة في السنوات الماضية في منع الجراد البشري من ارتيادها .
سكوت السلطات علي وجود تلك الفتحات الصغيرة , والتي اخذت تكبر مع الوقت , شجع اولئك المواطنين الطيبين الطاهرين المخلصين للتقدم خطوة اخري الي الامام واصبحت سياراتهم ترافق "رعيانهم" وخرافهم اثناء فترة لهوها البرئ مع شجيرات المنطقة , استمر سكوت السلطات فبدات حركة خجولة لنصب خيام بسيطة هنا وهناك . استمر السكوت فكبر حجم الخيام الصغيرة اصبحت معسكرات كاملة ببيوت من صفيح وخشب ومطابخ محمامات والاف السيارات الخفيفة والثقيلة وظهرت فجاة هوائيات التلفزيون بين المخيمات واختفت الاشجار والنباتات البرية وحل محلها عشرات اطباق التقاط المحطات الفضائية التي بدا وجودها في المنطقة المحظورة مثيرا للضحك وللبكاء في الوقت نفسه .
تبع الناس نوابهم وتبع هؤلاء من سبقوهم في الاعتداء وارسلوا خرافهم لكي ترعي في تلك المنطقة وعندما حاولت الدولة "تحمير" عيونها علي احدهم بسبب اعتدائه علي املاك الدولة تم اتهام ضابط الشرطة بقضية ضرب "شاوي" النائب ومحاولة سرقة اغنامه البريئة التي ضاعت في البرية !!!
واصبحت تلك القضية شاغل الصحف والدواوين واكثر من جهاز من اجهزة الدولة بعد ان اصبحت اغنام النائب التي طالب الدولة بتعويضه عنها الاغلي في العالم .
ان الجهة المعنية بالبيئة ومجلس ادارتها النائم . مطالبان بالتحرك السريع للمحافظة علي تلك المنطقة الهامة من عبث العابثين وحيواناتهم وان لا تكفي بوضع لوحات ساذجة تطالب المواطنين بالمحافظة علي البيئة وتقول اهم ان البر جميل وكان الناس لا يعرفون ذلك .

الارشيف

Back to Top