اني اري رؤوسا

كتبنا في اليوم الاخير من السنة قبل السابقة عما حدث ولا يزال يحدث في وزارة الاشغال من مخالفات وفضائح وكيف قام المسؤولون فيها علي اثر مجموعة من الانهيارات الاخلاقية , بتجميد مجموعة من قيادتي الوزارة في حينها وقلنا وقتها بان من الخطا الفاحش ابقاء الوضع علي ما كان عليه ونادينا بضرورة البت في الامر .
مرت فترة تجاوزت السنة ولايزال الوضع كما هو عليه فلا الوزارة قامت بتوجيه اتهام صريح بالفساد وسوء الامانة لمن قامت بتوجيه اتهام صريح بالفساد وسوء الامانة لمن قامت بتجميدهم ولا قام هؤلاء بالتظلم مما لحق بهم وبسمعتهم من اهانة واساءة مادية وادبية "واخلاقية" ويبدو ان الوضع قد استقر بشكل مرض ومناسب للطرفين , وكل يدعو في هذه الايام المباركة بان لا يغير الله علينا !! فلا الوزير راغب حقيقة في اثارة الامور ودفعها الي الحد الذي يجب ان تذهب اليه في نهاية المطاف بحيث ياخذ كل ذي حق حقه , ولا الاطراف الاخري راغبة في نبش موضوع يكاد يموت غما وهما , بعد ان خسرت قضية المال العام ما خسرت وفقدت خزينة الدولة ما فقدت وانفجرت اكباد من القهر ما انفجرت !!!
يزخر تاريخ الفساد في هذه الدولة بمئات الامثلة الصارخة علي استغلال النفوذ والمركز الوظيفي في تحقيق وبناء ثروات خيالية , ومن الصعب في حقيقة الامر معرفة كم عدد الذين "سيصمدون" لاغراء "الغرف" من المال العام متي ما اتيحت لهم الفرصة لفعل ذلك وهم علي علم بانهم سيكونون في نهاية الامر بمامن من العقاب والحساب بطريقة او باخري فكل ما نسمعه من صراخ وتباك علي المال غالبا ما يصدر من اشخاص "ربما" يكونون هم اول من سيبادر عند اول فرصة تتاح له بالانقضاض علي ما تحت ايديهم من مال عام "هابشا" ما سبق وان تباكي عليه !!!
يعود السبب في ذلك الي مجموعة من العوامل منها ان النفس امارة بالسوء اصلا , ومن ذلك ايضا ان درجة المغامرة في مثل هذه الامور وفي مثل هذه الدولة بالذات مهما كانت كبيرة وخطيرة الا ان كبر حجم الاموال يبرر اي قدر من المخاطرة , ويكمن السبب الاكبر باعتقادي المتواضع بغياب العقاب او الردع !! فسجلات قضائنا النزيه تخلو , اضافة الي خلوها من التاريخ , من اية قضايا تقريبا تتعلق بسرقة مال عام او فساد اداري !! اني اري رؤوس قضية فساد جديدة يانعة وحان قطافها , ولكننا سنري وتمشيا مع عاداتنا وتقاليدنا البالية التي ركز عليها وزير التربية العظيم في استراتيجية وزارته الاعظم , باننا سنفشل حتما في التخلص من تلك الرؤوس وستتم احالتها في احسن الاحوال وكما جرت العادة الي ديوان الوزارة او تجميد عملها في "المؤسسة" علي امل ان ينسي الماس الامر كما حدث في عشرات حالا ت السرقة والفساد والسلب والنهب التي سبقتها وفاقتها كما وكيفا !!!.

الارشيف

Back to Top