حديث الزرازير


يسخر الكثيرون من النظرة التي ينظر بها الغرب والغربيون الي الحيوانات عامة , والاليفة منها بالذات , والي الطريقة التي يتم بها التعامل معها , بالرغم من درجة المبالغة المضحكة التي يبلغها ذلك الاهتمام بالحيوانات الا ان من المهم التاكد علي ان ذلك الاهتمام لم يات من فراغ فالامر متعلق ولصيق بما للانسان وكل كائن حي من حقوق في هذه الحياة وما لهذا الامر من اهمية في حفظ النوع والمحافظة علي التوازن في الطبيعة !!!
لا اعتقد ان هناك اكثر من عشرة كويتيين وعشرة من غيرهم من الجنسيات العربية والاسلامية الذين يستطيعون ان يؤكدوا انهم قد شاهدوا طائر "الزرزور" عن قرب وتفحصوه بدقة . ولا اتذكر شخصا علي الاقل انني تمكنت يوما ما من النظر لاكثر من عشرة ثوان لذلك الطائر وهو ثابت وذلك بسبب كثرة حركته وعصبيته الظاهرة وخوفه الفطري من الانسان , وانسان هذه المنطقة بالذات !!! واتذكر جيدا مقدار ما اصابني من دهشة واعجاب عندما حط ذلك "الزرزور" اللطيف علي طاولة الطعام التي كنت اشغلها علي بحيرة الهايد بارك وكان ذلك منذ اكثر من ثلاثين عاما , واخذ يشاركني في قطعة الكيك التي كنت اتناولها وقام بالتقاط ما كان علي الطاولة من فتافيت .
وكانت تلك اول واخر مرة تتاح لي الفرصة لتفحص ذلك الطائر الصغير عن قرب ودون خوف او وجل من اي من الطرفيين وقد توقفت تلك الطيور بعدها بسنوات عن مشاركة رواد ذلك المطعم بالذات طعامهم بعد ان زادت زيارات بني يعرب والخليجيين بالذات لذلك المطعم ومساهمتهم القيمة في اعادة تاصيل الخوف والرعب الي قلوب تلك الكائنات الصغيرة من جنس "البني ادم" !!!
واتذكر بهذه المناسبة قصة ذلك الصديق والزميل الانكليزي الذي كان يعمل معي في بنك قبل سنوات طويلة , وكيف تمكن من "استئناس" زرزور كويتي حقيقي واقنعه بانه انسان مختلف ويمكن الوثوق به !!!
وكيف استطاع ملامسة ذلك الطائر وحمله علي يديه واللعب معه وكيف استطاع ملامسة ذلك الطير وحمله علي يديه واللعب معه وكيف كان ذلك الطائر يجلس علي فراشه لساعات يراقبه وهو يقرا في كتابه او يشاركه في مشاهدة برامج التلفزيون ولم تكن قناة "الجزيرة" قد بدات بثها في ذلك الوقت . ووصلت درجة العلاقة بينهما بحيث اختار ذلك الطائر القلق ودائم الحركة ان يضع بيضه في زاوية عالية من تلك الشقة وفوق عمود احدي ستائر غرفة المعيشة "لاشك انها كانت انثي" وبعد ايام فقس البيض وامتلات الشقة بستة "ميني زرزورس" وربما كانت تلك حالة الولادة او التفقيس الوحيدة في تاريخ الكويت , وربما الشرق الاوسط , التي يتمكن فيها انسان ما من اقناع زرزور دائم الحركة وخائف بطبيعته من بشر هذه الارض , من وضع بيضه وفقسه في شقة في السالمية .

الارشيف

Back to Top