هل تعبت أم يئست؟

اكتب منذ عشرين عاما تقريبا، وخلال هذه الفترة ربما اسعدت البعض ولكني حتما أغضبت الأكثر، ولا أعرف حقيقة نتيجة تأثير ما كتبت على من قرأ مقالاتي، ولكني اكتشفت مؤخرا، وبالرغم من سعادتي بما أكتب، بأنني أقضي وقتا أكثر مما ينبغي في كتابة مقالي اليومي، ولا يعود ذلك لقلة الأفكار والمواضيع بل لصعوبة صياغة ما أود كتابته بطريقة سليمة بحيث يخرج جميلا، ولا يمنع من النشر، ولا تحذف منه فقرة هنا أو كلمة هناك، أو يودي بي وبرئيس التحرير للنيابة العامة. وقد سخر البعض، في أكثر من مناسبة، من استعانتي بما في فضاء الانترنت من معلومات وقصص، والكتابة عنها والتعليق عليها، ولا أدري ما الفرق بين من يقوم بهذا العمل ومن ينقل خبرا عن إذاعة أو قناة أو وكالة أنباء ويعلق عليه! علما بأن النقل من الإنترنت يتطلب في غالب الأحوال، إن لم يكن في جميعها، ترجمة النص من لغة أخرى والتأكد من دقة الخبر، بمقارنته بنصوص أو مراجع أخرى، وهذا عكس النقل من جهاز إعلامي أو مصدر حكومي، حيث يمكن وضع مسؤولية عدم صحة الخبر على المصدر أو التنصل منه. ولكوني كاتباًَ غير محترف، ولا حتى بالضليع بأسرار اللغة، فلست إلا مصرفيا سابقا ورجل أعمال لاحقا، ولم تكن لي علاقة طوال نصف قرن لا بالأدب ولا بأصحابه، فمن الطبيعي أن تكون عملية الكتابة اكثر صعوبة بالنسبة لي مقارنة بغيري من زملاء أكاديميين ومحامين وشعراء وأدباء! ما أود قوله هنا ان الكتابة اليومية أخذت مني الكثير من دون أن تعطيني مقابلا ماديا، لم أسع له أصلا، وحتما كان العكس هو الصحيح، فقد خسرت الكثير نتيجة تمسكي بآرائي وإصراري على نقد هذه الجهة أو تلك وتحمل تبعات زعل الكثيرين مما أكتب، الأمر الذي أدى لتوقفهم عن التعامل مع مصالحي التجارية، وحتى قطع العلاقة الشخصية معي! وربما تكون محبة البعض، على قلتهم، لما أكتب، هي الجائزة الكبرى التي ربما سترافقني إلى القبر، إن استمرت عادة الكتابة معي إلى يومها، وهذا ما لست متيقنا منه! وكنت أعتقد أن هذه المحبة كافية لكي استمر في الكتابة، ولكن تبين أيضا أنني خسرت الكثير من القراءة الممتعة، وخسرت الوقت الذي كنت أخصصه لتكملة مؤلفات وضعت مسوداتها ولم تتح لي الفرصة منذ سنوات لإكمال نصوصها، أو المباشرة في الكتابة عن مواضيع كثيرة طالما شغلت بالي ولا تصلح للنشر حاليا، بعد أن استولت الكتابة اليومية علي بصورة شبه كلية، هذا غير تأخير تدوين مذكراتي وخواطري التي اتمنى أن أتمكن يوما من حصرها قبل ان تتلاشى تفاصيلها من ذاكرتي، في خضم كل ما نعيشه من أحداث يومية متسارعة. وبالتالي من المهم ربما معرفة تأثير ما أكتب، فليس من المجدي الاستمرار في الكتابة إن لم يكن هناك من يقرأ ويسمع ويتجاوب!

وفي غياب أي وسيلة قياس لمعرفة ردود أفعال القراء على ما أسطّر يوميا، فإنني مجبر على مخاطبتهم، من خلال هذا المقال، مباشرة، والطلب منهم إسعافي بآرائهم وردود أفعالهم، إيجابا أو سلبا، فيما أكتب لكي اتخذ قرار الاستمرار في الكتابة أو التخفيف منها، أو احترام مشاعرهم والتوقف عنها... نهائيا.

***

• ملاحظة: نظراً لوجودي في الخارج، يرجى التعليق على هذا المقال، إن وجد، برسالة هاتفية أو عن طريق الإيميل. وشكراً

الارشيف

Back to Top