تساؤلات مهندسة يهودية
تقول نجاة النهاري في مقال نشر على أحد المواقع، وهي مهندسة يهودية من أصل يمني! ان كثيرين من أصدقائها دعوها لترك دينها وتصبح مسلمة! وأنها اقتنعت الى حد ما بالفكرة بعد أن ارسلوا لها قصة النبي مع جاره اليهودي، الذي كان يلحق بالنبي الأذى، وعندما مرض اليهودي زاره النبي فخجل هذا من تصرفاته ودخل الاسلام! وتقول إنها فهمت من القصة أن تصرفات محمد واخلاقه كانت هي مقياس اعجاب اليهودي بالاسلام، قبل أن يقرأ ما في القرآن! وانها تساءلت هنا: يا ترى بماذا سيغري المسلمون غيرهم لدخول الاسلام؟ وأي اسلام ستختار هي الدخول فيه وهناك مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر «كافرا» يحل قتله، وكيف تضمن أن المذهب الذي ستختاره سيضمن لها العيش بسلام ولا يحلل أحد قتلها لأنها من مذهب مخالف؟ وقالت إنها عرفت من صديق أن حديثا قدسيا مفاده أن المسلمين سيتفرقون الى سبعين فرقة كلها ستذهب للنار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة. وقالت إنها سألت صديقتها عن اسم تلك الفرقة فقالت إنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة! وقالت: من من علماء المسلمين يعطيها ضمانا أكيداً بأنها ستنضم للفرقة الصحيحة التي لا يعذبها الله؟ فهذه مغامرة كبيرة وخطرة جدا! وتستطرد بأن المسلمين اليوم كثير منهم يتقاتلون فيما بينهم في كل مكان، ويذبح بعضهم بعضا بطرق بشعة جداً، فكيف يقتنع الآخر بدخول الاسلام اذا وجد المسلم يقتل اخاه بسبب الدين نفسه، بينما لا يمكن أن يحدث له ذلك ان بقي على دينه، فاليهود لا يقتل بعضهم بعضا بسبب الدين! وكيف يمكن تبرير قتل 80 ألف مسلم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين، سواء من النظام أو المعارضة؟! هذا غير أكل بعضهم قلوب بعض، دع عنك قتلى الصراعات المذهبية في العراق وباكستان ولبنان وحتى مصر مؤخرا! ولنر كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبه لدخول الاسلام اذا كان هذا حال المسلمين؟ كما أن اغراءات الدخول للاسلام في بداياته من حرية وعدل وخلاص من الظلم والجهل والفقر اصبحت كلها الآن عملة نادرة في دار الاسلام، التي تكتظ بكل ما يخالف ذلك تماما! فالفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الانسان تعمها جميعا، وجميعها تفتقد التنمية والقوة الاقتصادية، وهو عكس حال الدول التي يديرها «الكفار»! وتستمر نجاة في تساؤلاتها الجادة أحيانا والساذجة أحيانا أكثر غير عالمة بأنهم سيجيبونها بأن الهدف هو الحياة الاخرى وليس الدنيا الزائلة، ولكننا نجد أن من يجيبها هو أكثر تكالبا منها على ملذات الدنيا ومتعها، ولا يود أن يموت لا في أنفاق القصير ولا حواري حلب!.