نحن وآباؤنا الأولون
عندما نمرض فإن ايمان الغالبية بقوة العلم والطب الحديثين لا يتزعزع، ونمتلئ أملا بأن من يشرفون على علاجنا، وخاصة ان كانوا غربيين، لديهم ما يكفي من المعرفة والمهارة لتحقيق الشفاء لنا من خلال معارفهم، ونضع كامل ثقتنا بهم، ونسلمهم اجسادنا ليقطعوا ويوصلوا بها كما يشاؤون من دون احتجاج او تذمر. كما نركب طائراتهم وقطاراتهم السريعة من دون خوف تقريبا، وكلنا ثقة بان العلم الحديث جعلها أكثر امانا من الخيل والجمال. وأحيانا تضطرنا الظروف لوضع ايدينا وحتى رقابنا أو كامل أجسادنا داخل أجهزة مخيفة، ونحن على ثقة بأن من صممها، جعلها آمنة بما يكفي. ولكن الغريب أنه عندما يحدثنا هؤلاء انفسهم، الذين وقفوا وراء كل هذه العلوم والاختراعات، التي طالما آمنّا بقدراتها، ويبدأون بالتحدث بما يخالف البعض من أفكارنا، فاننا سرعان ما تصيبنا حالة من الهياج، ويتقمصنا «الانكار» ونرفض ما يقولونه، ولو كان مدعوما بالعلم! وسبب ذلك أننا لا نرحب بمن يكلمنا فيما يخالف ما تعارفنا عليه، او التطرق للمسكوت عنه.
يقول العلم، وهو العلم نفسه الذي قبلنا بأن ينقلنا من خلال جسم معدني طائر على ارتفاع أكثر من 40 الف قدم، وبسرعة تقارب سرعة الصوت، يقول في بحث حديث بأن كل ذكر يمكن تتبع أصوله لذكر محدد، هو الأصل، ويمكن تتبع الأنثى بحيث نصل لأول امرأة على هذا الكوكب، وأن وجود الانسان الأول، الذي هو على شاكلتنا الحالية تماما، يعود لـ 135 ألف عام فقط. وورد في البحث الذي نشر قبل ايام في journal science، ومن واقع أكثر التحليلات دقة لكروموسوم الانسان، عن وجود فارق زمني فصل بين وجود الرجل ووجود المرأة، وانهما لم يتواجدا في المكان نفسه، دع عنك تزاوجهما! وبالتالي يعتقد انه لم يعرف أحدهما بوجود الآخر، الا بعد فترة. ويؤمن العلماء الباحثون في اصل الانسان أن الرجل العصري، الذي سبقه بشر مختلفون عنه في الهيئة والمعرفة، ترك أفريقيا قبل 60 الفاً الى 200 ألف سنة. وأن الأنثى تركتها من مكان مختلف. وورد في البحث أن خلية الانسان تحتوي على 46 كروموسوما، كما هو معرف، وأن كروموسوم y في الرجل، تم توارثه من جيل لآخر من دون تغيير، يمكن تتبعه حتى الأب الأول. اما في حالة الأنثى فانه يمكن تتبع جذورها من خلال الـ«دي ان أي» dna، الذي تنفرد به لوجوده في البويضة، والذي تقوم المرأة فقط بتمريره من جيل لآخر، والطاقة المحفوظة داخل هذا الـ«دي ان أي» هي التي توصلنا للأم الأولى لجميع اناث البشرية!
البحث شيق ومكثف ويتضمن الكثير من التفاصيل الدقيقة التي لا يمكن اختصارها في هذا الحيز الضيق، ويمكن قراءة المزيد عنه بالنقر على الرابط التالي:
http://www.ancient-origins.net/news-evolution-human-origins/genetic-adam-eve-study-links-all-men-man-who-lived-135000-years-ago