خرافة الوسطية
ظهر من تحقيقات الأجهزة الأمنية في لبنان أن أحد الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت لبناني الجنسية، ويدعى "معين ابوضهر"، وكان مقيما في الكويت، وتعلم فيها ما يكفي لجعله متطرفا. ومن المعروف أن الرأس المدبر لهجمات 11 سبتمبر الإجرامية، خالد الشيخ"، عاش في الكويت أيضا، وتعلم بالتالي التطرف فيها، هذا بخلاف المئات غيرهم ممن احتضنتهم أوكار التخلف في الدور الدينية! ومعروف أيضا أن الكويت هي من أكبر ممولي الجماعات الدينية المتطرفة في سوريا، وهناك المئات من المقاتلين الكويتيين الذين يشاركون الآن في قتال جيش النظام السوري، فكيف حصل كل ذلك في دولة من المفترض أن مواطنوها لا يشكوا من شيء تقريبا، ويتمتعون، ضمن أشياء كثيرة أخرى، بدرجة حرية أكبر من غيرهم من مواطني الدول العربية، وهل يعود سبب ذلك للبيئة الحاضنة والمحرضة لمثل ذلك، وللجرعات المتزايدة من الدروس الدينية؟ وكيف يمكن ان نصدق أن الكويت هي الآن من اكبر داعمي العمليات القتالية التي تجري في سوريا، بشريا وماليا، وهي الدولة التي انفقت وزارة أوقافها، أو بالأحرى وكيلها، عشرات ملايين الدنانير على مشاريع الوسطية، وغالبها وهمية وغير ذات نفع، وبالتالي التي لم تجني الدولة منها غير الخراب، وتطرفا شبابيا أشد!
إن القضاء على التطرف لا يمكن أن يكون مهمة وزارة رثة وعاجزة إداريا وسياسيا، فما فشلت إدارتها في القيام به على مدى ثلاثين عاما من وجودها على نفس الكراسي لا يمكن أن تنجح به خلال بضعة اشهر، والمهمة أصلا ليست مهمتها، فهي سببها فكيف يناط بها امر القضاء عليها؟ وبالتالي فإن محاربة التطرف تكون من خلال المناهج الدراسية والبيت، والرسالة للبيت يمكن إيصالها من خلال برامج تلفزيونية وإذاعية واعية وهادفة.
ملاحظة: أعلنت وزارة الأوقاف (القبس 24/11) عن استمرار "جرعاتها" الدينية، من خلال استضافة دعاة ورجال دين من الخارج لإلقاء محاضرات دينية في الكويت!!
والسؤال هل اصبحت المعرفة الدينية بكل هذه التخصص والندرة بحيث يتطلب الأمر استقدام "خبراء" لها من الخارج؟ اليس من المعيب أن نعلن ذلك على الملأ؟