هل دقت ساعة الرحيل؟
كتب الزميل والنائب نبيل الفضل في «الوطن»: «نحن رغم كرهنا الشديد وتخوّفنا الأشد من كل ما يمتّ لـ«الإخوان المسلمين»، فإننا نعترف بأننا لا نخرج من معروف أحدهم الذي أضرّ بالإخوان أضعاف ما يمكن لنا أو لغيرنا أن يفعل. فقد تميّز هذا الرجل بشخصية مقززة على الساحة المحلية، نفّرت الناس من الإخوان، وأقنعت الأغلبية بكذبهم وافترائهم والبحث عن مصالحهم الشخصية، على حساب الدين والدعوة! فشكراً له على ما أحدث في تنظيماتهم من دمار نيران صديقة».. انتهى.
والحقيقة أننا لو نظرنا إلى ما يتعرّض له الإخوان من حرب ومضايقة في أكثر من دولة عربية، إلا أننا لا نرى أي تحرك ضدهم في الكويت، أكبر معاقلهم المالية على الأرجح، ولعلها الثانية في الأهمية بعد مصر. وربما هناك بوادر «حصار حكومي» باتجاههم، ولكنه حصار مخملي، يتّسم بالخجل. وربما تكون محاولة الحكومة، أو من يمون عليها، السيطرة على مقدّرات واحدة من أكبر معاقلهم المالية، الخطوة الأكثر قوة، إن صحّ ما يُشاع! ومع كل هذا نقول إن تردد الحكومة في اتخاذ موقف من الإخوان، سواء ما تعلق بكونهم العمود الفقري والمالي للمعارضة الداخلية لها، أو فيما يقومون به من تمويل لأنشطة مخالفة في الخارج. كما أن تصرف الكويت حتى الآن مع الإخوان يتناقض تماما مع تصرف الحكومة المصرية تجاه الحركة نفسها، فكيف تقوم السلطة من جهة بصرف مليارات الدولارات لدعم النظام المصري في وجه آلة الإخوان الإرهابية، ولا تقوم بفعل شيء للجم أنشطتهم داخل الكويت؟
وما ذكرناه، من كلام للزميل الفضل، بخصوص ما يتسبب فيه من أصبحوا من زعماء الإخوان الجدد، لحركتهم، كلما فتحوا أفواههم بالحديث، أو أمسكوا بالقلم لمهاجمة خصومهم وتبرير المتناقض من أقوالهم وتصرفاتهم، هو كلام دقيق وصحيح، ولكن لا يمكن التعويل عليه في القضاء على الحركة وأذنابها مرة وللأبد. فلايزال هناك مجال لاتخاذ موقف حازم منهم، ولكنه مجال ضيق، وليس في مصلحة الحكومة! علما بأن القضاء عليهم ليس بالصعب، فمعروف عنهم «حبهم للمال حباً جماً»، ومن هذا المدخل بالذات يمكن تحجيم الحركة والسيطرة على أعضائها، وبالتالي أمورها، من دون جهد كبير، خاصة أن الحركة تفتقر الآن للقيادة التاريخية، ومن يدير أمورها لا وزن لهم في الغالب، تجمعهم مصالحهم أكثر من عقائدهم، وهذه من سمات الحركات السياسية الشديدة المركزية. ولو كنت مكان قيادة الإخوان لقمت بالتخلّص ممن أساؤوا إلى الحركة، وكدّسوا الثروات من انتمائهم لها، من عقود حكومية كبيرة، وكل ذلك برضا الحكومات، ولكن هذه «القيادة» تعلم جيدا أنها إن فعلت ذلك، فلن يبقى على الساحة من يكتب ويصرح!