عزيزي أبو عدنان
لم ألتق بك إلا مرات قليلة، لا تعادل حتما عدد مرات مشاهدتي لك على المسرح أو التلفزيون، وبالتالي ما اكتبه ليس مجاملة، ولا لمصلحة، وربما لا يجمعنا غير حبنا لهذا الوطن الذي كان يوما أكثر جمالا بكثير، وربما تعلم أنني كتبت عنك مقالا أعاتب فيه مسؤولي وطني عدم تكريمهم لك، ولم تتأخر أمانة المجلس الوطني للثقافة والفنون في الرد، ووصفك بأنك، بلا جدال، أحد أهم منارات المسرح، وصاحب دور بارز في إعلاء شأنه، ورائد في حركة التنوير وتعزيز دور الكويت الثقافي، وأنك حصلت عام 2005 على جائزة الدولة، وهي أرفع ما يقدم لأمثالك! كما ذكرتني بأنك حصلت قبل 37 عاما (فقط) على جائزة نجم المسرح الأول في الكويت، وتم تكريمك بعدها بثلاثين عاما في مهرجان «فهد الأحمد» للدراما. وفي عام 2008 كرمك المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعدها بسنتين كرمتك الأكاديمية الدولية للإعلام، وكرمت في مهرجان ليالي فبراير(!)
وكل هذا جميل، ولكن لماذا تفتخر جهة رسمية بما قدمته جهات أهلية؟ هذا بخلاف أن جائزة الدولة، بالرغم من أهميتها المعنوية، لا تساهم كثيرا في تخليد عمل أي فنان، الأحياء أو الذين غادروا دنيانا. فعندما نتجول في شوارع الكويت، وتقع انظارنا على لوحات أسمائها لا نرى بينها شارعا مهماً باسم خالد النفيسي، أو غانم الصالح مثلا ! ونتساءل عن سبب عدم وجود اسم عبدالحسين على أحد مسارح الدولة، أو حتى استديو في الإعلام، ليشعر هو وأهله ومحبوه أن هناك من يهتم بتخليد ذكراه وهو بيننا، وليس تكريمه بـ«سكات»؟ فهل اصبحت اسماء الشوارع والطرق السريعة حكرا على الفئة التي لها دالة على الحكومة؟ علما بأن غالبية اصحاب الأسماء ليس لهم فضل أو أثر او فعل صالح، إن لم يكن العكس هو السائد، وكأن الكويت ليست غير والد نائب، أو صديق متنفذ! كما ساهم الكثيرون ممن أطلقت اسماؤهم على شوارع مهمة في إفساد الحياة المالية والسياسية، واشتهر بعضهم بسوء الخصال وقلة الكفاءة، وفي الوقت نفسه تجاهلنا أسماء فنانين كبار طالما أمتعونا برائع أعمالهم الهادفة، التي ستسعد وتثقف عدة أجيال قادمة! نعم لقد تناسينا عمدا وقصدا خالد النفيسي وغانم الصالح، وتجاهلنا عبدالحسين، وسعد الفرج، هذا غير سعاد وأخواتها، ربما لأن نفوذ الإخوان المسلمين لا يزال مستشريا في أعلى مراكز اتخاذ القرار في الحكومة. ولكي نتعلم كيف نكرم هؤلاء بطريقة لائقة علينا فقط مشاهدة كيف كرمتهم عدة جهات رسمية خارج وطنهم!
• ملاحظة: نشكر للمجلس الوطني سرعة رده علينا في يوم نشر مقالنا عن عبدالحسين. كما نشكر لقيادة الحرس الوطني ردها علينا في يوم نشر مقالنا عنها، وهذا، حسب علمي، ما لم يحدث من قبل، من جهة حكومية، في تاريخ الكويت!