نداء لوزير الديوان ونائبه

الجهلة فقط سيعارضون قولي إن الحياة في الكويت جافة غالبا، بسبب افتقاد المواطنين والمقيمين لما يكفي من وسائل المرح البسيط والترفيه الراقي، وأن هناك شحا واضحا في المتع الفنية من معارض وأوبريتات وحفلات موسيقية ومحاضرات قيمة مستمرة، واستضافة كبار أصحاب المواهب والآراء الثقافية للاستفادة من معارفهم. وربما تكون «دار الآثار الإسلامية» الجهة الوحيدة المنظمة التي لا تنقطع أعمالها الثقافية والفنية طوال العام تقريبا، ولا يمكن وصف مقدار التأثير الإيجابي لأنشطة هذه الدار على مجمل الحياة في الكويت، ويعتبرها كثيرون الرئة الثقافية والفنية الراقية الوحيدة، ولا نود هنا أن نبخس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حقه، ولكن أين إمكانات الأخير الهائلة من تواضع قدرات الدار؟

نكتب ذلك بمناسبة ما أخبرنا به صديق محب للفن والأدب والشعر والموسيقى من أن جهة رسمية قامت بالطلب من المجلس الوطني للثقافة بمخاطبة دار الآثار الإسلامية لإخلاء مسرح الميدان بأسرع وقت ممكن، وذلك لفسح المجال لبناء مجمع ثقافي في موقع ثانوية عبد الله السالم الذي يقع فيه «مسرح الميدان»، مركز انشطة دار الآثار.

وبالاتصال والسؤال تبين لنا أن مخططات المتاحف الستة المنوي إقامتها على موقع المدرسة لا تتعارض إلا قليلا، مع مبنى مسرح الميدان، وكان من الممكن تجنب إزالته. وبالتالي كان غريبا ذلك الإصرار على هدم مبنى مسرح قائم، بأسرع وقت، بالرغم مما صرف عليه ليكون بمستواه الراقي والحديث. كما أن طلب المشرفين على الدار لا يزيد على إبقاء المبنى على وضعه، أو على الأقل إعطائهم وقتا مناسبا لإيجاد مقر بديل لأنشطتهم التي يتجاوز عددها المائة سنويا بكثير. كما أن أنشطة الدار الحالية مستمرة حتى الشهر الخامس، ومن المؤسف هدم المبنى الذي لا يضر وجوده أحدا غير من لا يحب الكويت ولا وجهها المشرق، فالهدم سهل والبناء صعب.

وعليه نتوجه باسم كل محبي الدار بنداء لوزير الديوان الأميري ونائبه للنظر بقرار هدم مبنى مسرح الميدان، قبل إيجاد بديل له، لما له من أهمية فنية وثقافية لدى مئات الآلاف من مرتاديه.

• ملاحظة:

نتمنى أن تنهي انتخابات اليوم سيطرة الإخوان المسلمين على جمعية الروضة التعاونية، وان تدخل المجلس دماء وطنية حقيقة، وتكون تلك بداية عودة الكويت لأهلها.

الارشيف

Back to Top