الإخوان و«عوار الراس»
جرت في الأسابيع القليلة الماضية أحداث مرعبة ورهيبة في الموصل والمدن العراقية والسورية الأخرى، وارتكبت جرائم لم تعرف البشرية في العصر الحديث لها مثيلا، وبخاصة أنها ارتكبت ممن كانوا بالأمس فقط أخوة ومواطنين متحابين. وعلى الرغم من كل هذا القتل والتنكيل فان الاتحاد العالمي لما يسمى بـ«علماء المسلمين»، ومقره قطر، وكذلك إتحاد «علماء الدين» في الخليج الذي يرأسه عجيل النشمي، لم يقوما بإصدار ولو بيان إدانة «خجول» لكل هذا التوحش والإجرام! ولو علمنا أن اصول الاتحادين تعود للتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين»، لربما زال العجب.
فهؤلاء الإخوان هم الذين سبق وان ارتكبت فصائلهم قطع الرؤوس وجز الأعناق في الجزائر، لأكثر من مئة ألف مواطن كما تردد في الاعلام، قام بها جزائريون عرب «مسلمون سنة» في حق جزائريين عرب «مسلمين سنة»، فقط بسبب اختلافهم ربما على كلمة أو جملة. وهؤلاء الإخوان هم الذين كانوا وراء نشوء تنظيمات مثل بوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال، وقبلها القاعدة، وبعدها النصرة وداعش، وغيرها من تنظيمات إرهابية في مختلف الدول العربية والإسلامية.
مقال في الزميلة الجريدة ذكر ان علماء «اتحاد علماء المسلمين»، الإخواني، كانت لهم مصائب عدة، فهم الذين أعلنوا النفير العام إلى سوريا، وشكلوا تكتلاتٍ ضد بلدانهم، ووقعوا بياناتٍ تحريضية لا تحقق أياً من مقاصد الشريعة ولا من مبتغيات النهوض والتقدم والتصحيح. وتسبب ذلك في خروج البعض منهم بعد أن عرفوا أنه اتحاد أيديولوجي يقوم بأعمالٍ سياسية تخريبية تحريضية، ويأمر رئيسه بالقتل كما فعل حين استباح دم القذافي على الهواء مباشرةً، هذا هو المعلن، ولا تسل عن الأوامر الخفية والمخططات السرية.
لقد مرّت المنطقة بأحداثٍ كبيرة كان لرموز الصحوة والإخوان المسلمين الدور السلبي بشأن استقرار المنطقة والخليج، فقد وقفوا ضد الاستعانة بالحلفاء، وأشعلوا فتيل المعارضة والنزاع، وقادوا التظاهرات ضد بلدانهم، ومع كل أزمةٍ يكون لهم الدور الكارثي نفسه على بلدانهم، فهم لا يسالمون ولا يريدون للسلم أن يحل.
والآن ما الذي تنتظره الحكومات الخليجية، او ما تبقى منها، كالكويت لكي تتحرك ضد تنظيم الإخوان المخرب؟ لقد زاد شر هؤلاء وزاد فسادهم وحلت ساعة حل تنظيماتهم، ومصادرة أموالهم ومنعهم من ممارسة اي أنشطة سياسية، فأعمالهم جميعها تخريبية، وهم سبب كل «عوار راسنا».