تنبؤات ونستون وأقواله
يعتبر ونستون تشرشل أعظم شخصية سياسية بريطانية في القرن العشرين، وصاحب سجل حافل بالمواقف والتناقضات والصراعات.
ولد السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل، الذي ينحدر من أسرة ارستقراطية، والذي رفض لقب لورد، ليستمر عضوا في مجلس العموم، ولا ينتقل الى مجلس اللوردات الأقل صلاحية، ولد عام 1874 وتوفي عن تسعين عاما. صعد نجمه عندما اصبح إبان الحرب العالمية الثانية رئيسا للوزراء، لتنتهي رئاسته مع انتهاء الحرب، بعد أن رفض الناخب البريطاني التجديد له ولحزبه. وقد أبلى أحسن البلاء في منصبه بمواقفه وقراراته التاريخية، ونجاحه في إقناع الرئيس الأميركي روزفلت بدعمه في حربه بكل قوة، قبل أن تدخل أميركا الحرب بصورة مباشرة بعد كارثة «بيرل هاربر».
أمضى تشرشل سنوات حياته الأولى ضابطا. كما عمل مؤرخا وكاتبا ورساما، وهو رئيس الوزراء الوحيد في العالم الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب. وخدم تشرشل في الجيش البريطاني في مستعمرتي الهند والسودان، حيث كون غالبية أفكاره السلبية عن العرب والمسلمين، وشارك في حرب البوير بجنوب أفريقيا، واشتهر كمراسل حربي. كما ألف تشرشل كتبا عدة أورد فيها خلاصة تجاربه، ورؤاه وحروبه.
أعظم مواقف تشرشل التاريخية رفضه الاستسلام أمام آلة الحرب الألمانية الشرسة، بعد أن وجدت بريطانيا نفسها وحيدة امامها، وأثارت خطبه حماس البريطانيين، فصمدوا وانتصروا. وعندما توفي تشرشل عام 1965 أقيمت له جنازة لم يعرف التاريخ لها مثيلا، وما زالت سيرته، كمحارب وسياسي استعماري، تحظى باهتمام الكثير من المؤرخين.
من أقوال تشرشل الشهيرة، التي لا تزال متداولة، قوله: إن سر الحقيقة ليس أن نفعل ما نحب، بل ان نحب ما نفعل. وقال: أسير الحرب هو رجل يحاول قتلك، ولكنه عاجز عن القيام بذلك، ثم يأتي ويطلب منك ألا تقتله! وقال في وصف ديموقراطية بلاده: إذا ما طرق باب بيتي في الصباح الباكر طارق ولم يكن لدي شك بأنه بائع الحليب، فأنا أعيش في بلد ديموقراطي.. (ولكن هذا تغير الآن كثيرا يا سيد ونستون). ويقول: إن التاريخ سيكون لطيفا معي، فأنا أنوي كتابته. ونقل عنه قوله: المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى فرصة في كل صعوبة. وقال أيضا: الذكي من لا يرتكب كل الأخطاء بنفسه، بل يترك فرصة لغيره لارتكابها. وقال عن المدخن الشره، وكان يدمن تدخين السيجار، إنه يشبه ذلك الذي يقرأ كثيرا عن أخطار التدخين، ثم يأتي يوم يقرر فيه التوقف عن.. القراءة.
كتب تشرشل قبل 115 عاما نصا عن الإسلام والمسلمين، لو كنا درسناه في مدارسنا في حينه، أو حتى بعدها بنصف قرن، لما وصلت الحال بنا الى ما نحن عليه الآن من ضعف وهوان.. ولكن متى كنا شعوبا تقرأ؟