الإرهاب وسمعة الكويت
ذكرنا في مقال سابق أن الخلل الرهيب في أنظمة الأمن في مطار الكويت، وحتما في بقية المنافذ، يثير القلق حقا، وبالتالي لم يكن مستغربا قيام دول عدة اعتبار القادمين من الكويت، ولأي جنسية انتموا، خطرين والتعامل معهم على هذا الأساس، وهذا ما لا يحدث مع القادمين من مطارات تتبع أنظمة تدقيق اكثر صرامة. وقد لمست هذا الفرق في مرات كثيرة. كما حدث معي عشرات المرات، ومع الآلاف غيري، مخاطبة رجل الأمن في مطارنا للمغادرين بـ «تفضل يا حجي»، على الرغم من كل ما يصدره جهاز كشف المعادن من اصوات، من دون ان يكلف نفسه، كسلا أو استحياء، القيام بواجبه في التفتيش اليدوي على المسافر، وهو عندما يطالبنا بالمرور من دون تفتيش يعتقد بأنه يتكرم علينا، غير مدرك، كما حاولت أن أشرح للبعض منهم، أنه يعرض حياتي وحياة غيري وسمعة الكويت لخطر كبير! فقد أبدو أنا، كرجل كبير في السن، شخصا آمنا، ولكني في الحقيقة قادر على القيام بعمل إرهابي مخيف لو شئت ذلك!
في جانب آخر، أعلنت بلجيكا في الأسبوع الماضي أنها قررت منع الداعية الكويتي طارق سويدان، المعروف بانتمائه لحزب الإخوان المسلمين الكويتي التابع للتنظيم الدولي، من زيارة بروكسل، معتبرة إياه شخصا غير مرغوب فيه بسبب تصريحاته «المعادية للسامية»، ولكونه يمثل «خطرا على الامن العام». وجاء في بيان صادر عن وزير الداخلية البلجيكي أنه أعطى التعليمات لاتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمنع دخول السويدان الى الاراضي البلجيكية والاقامة فيها. وأن السويدان استخدم تعابير معادية للسامية غير مقبولة، خاصة خلال الحرب الاسرائيلية على غزة في الصيف الماضي التي أثارت ضجة في بلجيكا، وهي الحرب التي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء. ونقل عن صحيفة لوسوار البلجيكية ان السويدان كتب خلال تلك الفترة على صفحته على فيسبوك النص التالي: أنا اكره ابناء صهيون وسنعمل على زرع هذا الحقد في نفوس ابنائنا حتى يظهر جيل جديد يمحوهم عن وجه الارض! وربط بعض المراقبين قرار المنع بسبب ما تحدثه تصريحات السويدان المتطرفة في نفوس الجهلة والمغرر بهم من تأثير سيئ، خاصة بعد وقوع عدة حوادث إرهابية في بلجيكا مؤخرا على يد متشددين إسلاميين.
وسبق أن كتبنا عن تصريحات السويدان المؤججة للنفوس الضعيفة، والتي طالب فيها حماس، التي لا تتسم تصرفات معظم قادتها بأي إحساس بالمسؤولية، الاستمرار في إطلاق صواريخها العبثية على المدن الإسرائيلية. وقال ذلك من وثير مجلسه، غير عابئ بما تسببت فيه تلك الحرب من دمار هائل اصاب القطاع، وشل الحياة فيه، وتسبب تعنت معظم قادة حماس من الإخوان المسلمين في إزهاق أرواح الآلاف، هذا غير عشرات آلاف المصابين، والنتيجة أن القطاع لا يزال يعاني الكثير، ولم يستفد، على الرغم من عظيم خسائره، شيئا من تطرف قادته، ومن أجج عواطفهم بالحماسي من الشعارات، كالسويدان وغيره! علما بأنني شاهدت السويدان يسافر على أفضل درجات السفر داخل أوروبا، غير عابئ ربما بأنين من تسبب في زيادة مصائبهم.
إن تشويه السمعة الذي تتعرض له الكويت، إن بسبب سوء الإجراءات الأمنية في منافذها الجوية والبرية والبحرية، أو بسبب مواقف البعض المتطرفة ضد الدول الأخرى هي مسؤولية وزيري الداخلية والخارجية اللذين عليهما وقف مثل هذه التصرفات والأعمال المضرة بسمعة الدولة.