الداعية والعالم
يقول داعية سعودي في قناة تلفزيونية: حينما تقود المرأة السيارة ينشغل منها الذهن والفكر، والعقل أحياناً (فهل الرجل محصّن من هذا الانشغال مثلاً؟!). ويستطرد: وحينما تجلس طويلاً في السيارة، فإن الحوض عندها يرتد وبسبب ارتداده يحصل ضغط على المبايض(!)، ولذلك نجد في أميركا وفرنسا وأوروبا (هنا فرنسا خارج أوروبا) أن المرأة لديها ولدان، ليس بسبب تحديد النسل، بل بسبب وجود خلل وظيفي! (ونسي هذا الجاهل، الذي يصرّ الكثيرون على تسميته «العالم»، أو تناسى، أن نساء كل الدول العربية والهند وغيرها يقمن بقيادة مختلف أنواع المركبات، وحتى الأجرة منها، ولم يخبرنا أحد بارتداد «أحواضهن» وقلة إنجابهن، وربما العكس أصح.
وقال الداعية «العالم» المصري «زغلول النجار»، رئيس مجمع الإعجاز العلمي في القرآن، الذي حقق من ورائه ثروة كبيرة، في مقابلة تلفزيونية ما نصه: انه ما في نبي من الأنبياء ولا رسول من الرسل ولا واحد من الكبار ولا عظيم من العظماء ولا قائد من القواد إلا أخذ من كلام الله سبحانه. وفي مرة كان هتلر عايز يعبئ الشعب الألماني للحرب، فجمع قواده ومستشاريه، وقال لهم أنا عايز مطلع خطبة يهز الناس، فكان «هناك واحد» من أصول عربية يعيش في ألمانيا وقريب من هتلر (ولا يبدو أن أحداً يعرف اسم ذلك الشخص) وهذا الواحد دله على آية، فبدأ هتلر خطبته بالقول: «دقت الساعة وانشق القمر»!
وفي لقاء لداعية و«عالم» آخر قال حرفياً: إن «الإمام الشعبي» رضي الله عنه قال: إنه كان لي صديق من الجن، وكان يزورني فلا أراه، ويغيب في الجدار ويأتي منه (ما دام لم يكن يراه فكيف عرف أنه يأتي من الجدار وليس السقف مثلا؟) ويستطرد: ويأتي الجني معي فأراه يرفع الطعام ولا أرى صورته، وكان يعجبه الرز فكنت أصنعه له فيأكل منه. قال، فجلست معه وسألته: أفي الجن مذاهب وفرق؟ فقال نعم.. فقلت ما أخبثها؟ فذكر فرقة معينة، فقال والله هي الأخبث عندنا!
وغير ذلك الكثير جداً من الكلام المخرب والفارغ، المغرض الذي تتعرض له أدمغة ومخيلة العامة، والصغار بالذات، والتي تعتبرها مع الوقت من المسلّمات، وتعتبر قائلها من العلماء، وهذا بالذات ما يتطلب الأمر التصدي له في مناهج وزارة التربية المهلهلة، ونزع هالة المعرفة والقداسة عمن لا يستحقها!