شجاعة الوزير الصانع
أحمد الصراف
ينكر البعض، بكل وقاحة، انتماءهم لحركة الإخوان المسلمين وتنظيمهم العالمي الإجرامي، ولكن ما ان يقترب أحد من طرف ذيل الإخوان حتى يرتفع صراخهم احتجاجا واستنكارا. والغريب انهم حتى الآن لم يستوعبوا حقيقة مجريات الأمور، ولا يزالون يتساءلون، بسذاجة أقرب للغباء، عن سبب كل هذه الهجمة على الإخوان المسلمين، بحيث أصبح الهجوم عليهم «شعار العصر وعنوان المرحلة»!
والطريف أنهم اصبحوا يستغربون، وايضا بسذاجة أو بغباء، سبب استبعاد مناصري الإخوان من المناصب الحكومية، ووصفوا الأمر بقطع الأرزاق، ولكن هؤلاء أنفسهم لم يصدر منهم اي احتجاج عندما كانت الحكومة، حتى وقت قريب، تعطي الإخوان حصة الأسد في المناصب الحكومية العليا، وتقطع أرزاق غيرهم، يوم كان شرط التعيين أو الترقية «أن يكون منتمياً للإخوان».
أمّا تباكي البعض الآخر عما يقوم به الوزير الكفوء يعقوب الصانع من تطهير وتجديد وتطوير في وزارتي العدل والأوقاف، فمصدر هذا التباكي ليس المصلحة العامة، بل مصالحهم الشخصية ومصالح جماعتهم، الذين طال «تكويشهم» على الوزارة ومقدراتها لما يقارب نصف القرن، بعد أن حولوها لمصلحة خالصة بهم ودجاجة تبيض ذهباً، كل صباح.
يا معالي الوزير، إن صراخ هؤلاء ليس ألماً على قطع أرزاق بضعة افراد لم يكونوا يقومون بأي عمل في مركز الوسطية وغيره من إدارات الأوقاف، فضمائر هؤلاء لم تتحرك يوما على ضياع المال العام لسنوات على الرواتب التي كانت تدفع لهؤلاء من دون مقابل، بل صراخهم بقدر ألمهم من خسائرهم المادية وخسائر المحسوبين عليهم. ولو كان لدى هؤلاء ذرة دم لما سكتوا طوال سنوات، ونحن نحذر من خراب الوزارة وتكدس مئات الموظفين فيها من دون عمل. كما لا شك في أن معاليكم على علم بقرار مجلس الوزراء الذي يمنع أية جهة حكومية من شراء احتياجاتها من الخارج اذا كان المطلوب متوافرا في الكويت، ومع هذا تحايل بعض مسؤولي الأوقاف على القرار، وقاموا بشراء جزء من مطبعة إخوانية في مصر، وكلفوها بطباعة مطبوعات الوزارة، مثل «الموسوعة الفقهية»، وربما طباعة نسخ القرآن فيها، متجاهلين قرار مجلس الوزراء، ورافضين تكليف المطابع المحلية بأعمال الطباعة!
كما أنشأت الأوقاف جهة متخصصة لطباعة القرآن، علما بأن السعودية تقوم سنويا بطباعة ملايين النسخ وتوزعها مجانا، وعلى استعداد لتزويد الكويت بما تطلب، فلماذا نقوم في الكويت بطباعة القرآن، وتكليف جيش صغير بمراجعة صحة طباعة مئات آلاف النسخ؟ فهل وراء الأمر أيضا منافع شخصية وحزبية؟
نتمنى أن تستمر جهودك الخيرة لما فيه مصلحة الوطن، وألا تلتفتوا لمهاجميكم، فلهؤلاء مصالحهم المالية الكبيرة، وحساباتهم الحزبية المعروفة.